والدة الشهيد عصام أبو القاسم
منذ إغتيال ابناءنا الشهداء ونحن نطالب بتسليمنا جثثهم أو مكان مقابرهم. ولم ولن نسكت مطلقاً عن حقنا فى ذلك. رغم الاعتقالات والتعذيب.. تعرضت لإهانات كثيرة أذكر منها انه فى احدى المرات التى خرجنا فيها نطالب بحقنا المشروع فى معرفة أين يدفن أبنائنا . وقف ضابط أمن يستفزنا فقال لنا :يانسوان ده يوم تمرقوا فيهو؟ أنتو ماعندكم وليان ولا شنو” فرددت عليه اننى تحديداً ليس لدى رجال لأن نظامه قتلهم اذ إغتال إبنى ومات والده حسرة عليه وهاجر أخوانه من فرط التعذيب الواقع عليهم. وتفاجأت به يصفعنى”كف” حتى إرتميت أرضاً ومن شدة شعورى بالقهر ارتفع ضغطى ودخلت فى غيبوبة فلقد أغضبنى اننى امرأة سبعينية وهو ششاب صغير ولكنه لم يتردد فى ضربى …. كما لن أنسى انه بمجرد وفاة زوجى وبعد مرور شهر فقط طالبونى بالرحيل عن سكن “الاشلاق” الذى كنت أسكن به دون مراعاة لأننى أرملة ومفطورة القلب على فقدان ولدى.. عندما لم أنفذ الإخلاء تفاجأت ذات صباح بقوة من الشرطة والأمن شاهرة لسلاحها تطوق منزلى لتجبرنى على الإخلاء الفورى.. ولكنى لم انصاع أيضاً بل خرجت عليهم غاضبة وبذات درجة حزنى على ولدى إمتلأت هياجاً وصرخت بهم ان يشهروا سلاحهم كما يشاؤون فأنا لن أخاف وطلبت منهم أن يطلقوا الرصاص بصدرى وهتفت بملء الفم: يسقط يسقط عمر البشير… فروحى ليست أعز من روح ولدى الذى كان يستعد للزواج وكان يفترض أن يتم زفافه ثالث أيام العيد الذى إغتالوه فيه..ورفضت أن تطأ قدم أى عسكرى لمنزلى فنحن لدينا كرامة وسنخرج من منزلنا معززين ولن أسمح لنظام البشير برمينا خارج منزلنا وإذلا لنا بإخلاء أثاثنا فى الطريق العالم.. قلت لهم قتلتم أبنى وزوجى وتريدون رمى أثاثى بالطريق لم ؟ هل أنا لست مواطنة بهذا البلد ، لن تفعلوا فأنا سودانية وتخرجوا أنتم ونبقى نحن عندما رأوا مقدار غضبى نظر بعضهم لبعض واخفضوا سلاحهم وإنسحبوا خجلين… منذ استشهاد ابنائنا ونحن نواصل عملنا ولن نتوقف صحيح عانينا جداً.. لكن ..”ان الله مع الصابرين اذا صبروا.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق