خديجة عثمان زوجة العميد محمد أحمد قاسم

خديجة عثمان زوجة العميد محمد أحمد قاسم:


زوجى تم إعتقاله منذ يوم 21 رمضان أى قبل الحركة مع اللواء عثمان بلول ، هاجمونا الساعة الواحدة صباحاً وفتشوا المنزلوإعتقلوه بجهاز الأمن فى ذلك الوقت ولم نعرف عنه شىء الا الساعة الثالثة ظهرا عندما أذاعوا نبأ اعدامه وكانت لحظات قاسية. فأنا لدى تسعة أطفال صعقوا بأن والدهم إختفى من حياتهم دون مقدمات . فلقد كان أولادى يجلسون أمام الراديو ليسمعوا عمر البشير الذى يعرفونه يعلن إعدام والدهم . وهم يعرفون عمر البشير لانه كان صديق لزوجى منذ الثانوى وكان يزورنا فى المنزل ويبيت معنا ويدخل المطبخ معنا وكانت علاقتنا الأسرية به قوية. لم يسأل عنا البشير الا بعد عام كامل حيث أتانى أحد أصدقاء زوجى وقال لى ان البشير يسأل عنكم فعنفته ” وقلت له نصاً: اذا بتجيب لى كلام زى ده تانى ماتجى فى بيتى عمر البشير مسئول عن قتل زوجى ويسأل مننا؟” وبالفعل لم أسمع عنه شىء مرة أخرى. إلا مرة واحدة جاءنى عسكرى وأخبرنى أيضاً ان البشير يسأل مننا فأرسلت ردى بقصيدة قلت له أذهب وقل له:


قسماً قسماً لن ننهار

وأسر الشهداء تجيب التأر

انشاء الله دماءنا تسيل أنهار

وياسودانى وأسفاً على شبابك الثوار

وفى رمضان مقابل العيد يموتوا أحرار

بيد غدار وأصلوا حمار ؟

متستر بستار الدين وعامل اللحية ليهو شعار


ونحن حننظم الأشعار وجوه قلوبنا مولع نار

وين ياخالد ود الزين؟

وين أيامك الحلوين

ياسيفاً قوى مابلين

وياقاسم ياحازم يامغوار

يوم كتلوك دا يوماً حار

خلفت وراك أطفال صغار

مصيرهم يوم حيبقو كبار

يجيبوا التأر من الغدار

بشير الطيب..يأسماً على مسمى

كتلوك خائنين العهد والذمة

ماراعوا ليك شجاعة ولا بسالة ولا همة

مصيرك كاتل الأبطال مصيرك يوم حتتغم

ويامدثر قوم انزل كلاب الجبهة ماتتراجع


وده الخلف فينا الآلآم وفينا مواجع

أنت تحارب أنت تصارع

فى بلداً بعيداً ناجع


جزاك طلقات خائنة وغادرة فى صدرك اليانع!!!!



وظلوا يلا حقوننا ويعتقلوننا وقبل ثلاثة سنوات إعتقلوا أولادنا لانهم كانوا يرتبون للتأبين السنوى لآبائهم بمنزل اللواء عثمان بلول فداهموا المنزل وكانوا عربتين من المسلحين وكل أولادنا كانوا سبعة فقط..فإنهالوا عليهم ضرباً وأخذوهم لمكاتب الأمن وإعتقلوهم لأيام وظلوا يعتقلونهم وصادروا عرباتهم . وهددونا بأنهم سيصادرون بيوتنا ان قمنا بعمل التأبينات فيها. ورغم ذلك كل عام نطالب بذات مطلبنا أن نسلم جثثهم ونعرف مقابرهم وان نطلع على حيثيات محاكمهم.ولقد كنا نذهب لهم فى منازلهم ليطلعونا على ماجرى فى محاكمتهم فذهبنا لشدو فطردنا من منزله . وذهبنا الى المحكمة الدستورية وديوان النائب العام الذى وجدناه محاطاً بالمسلحين فى إنتظارنا .. ونحن مظلومين فقد قتلوا أزواجنا وابنائنا فى الأهر الحرم ومنذ واحد وعشرين عاماً ونحن فى كل عام نتقدم بمذكرة للنائب العام دون رد. ولكنا مؤمنين ان لكل شىء نهاية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق