وتحكي السيدة آسيا بلول أرملة الشهيد اللواء عثمان إدريس بلول

الشهيد اللواء عثمان بلول: "لا نخطط لشئ ولا نريد فعل شئ، وحتى إذا فعلنا فليس في نيتنا الاستيلاء على السلطة فنحن ضباط وطنيون".




١٨ عاماً على إعدام ضباط حركة رمضان
المشير البشير دخل القيادة في ليلة 30 يونيو بعربة قاسم (المقرشة) في بيتنا
صحيفى اخر لحظه
حاورها : عثمان حامد

ثمانية عشر عاما مضت على إعدام 28 ضابطاً يشتبه في تورطهم في التخطيط لـتنفيذ (انقلاب) على الإنقاذ عُرف فيما بعد بحركة 28 رمضان بقيادة الفريق خالدالزين. حيث ينتمي هؤلاء الضباط إلى (تنظيم الضباط وضباط الصف الوطنيين).. الذي يهدف ـ حسب ديباجته ـ إلى إقامة حكم ديمقراطي وحل مشكلة الجنوب وبناء جيش قوي في البلاد.

وتختزن الذاكرة العسكرية أن هؤلاء الشهداء من خيرة الضباط حيث نالوا تدريبات عالية وأظهروا كفاءة في العمل وحازوا على العديد من الأوسمة.. فيما تختزن أسرهم الكثير من الذكريات، لذلك ظلَّت تحيي ذاكراهم كل عام رغم العقبات التي تواجهها، وأن تلك الأسر ظلت مترابطة وكونت لها صندوقاً تكافلياً لحل مشاكل الأعضاء،

وتحكي السيدة آسيا بلول أرملة الشهيد اللواء عثمان إدريس بلول ـ وبنت عمه ـ قصة إعتقال وإعدام زوجها والمضايقات التي واجهها أبناؤها حتى أن ابنها لؤي غادر البلاد وإلتحق بقوات التجمع في أسمرا.. ومدى المشاكل التي يلاقونها ، وذلك في إفادات لملف أعدته (آخر لحظة).. فإلى مضابط الحوار..

الشهيد اللواء (م) عثمان بلول كانت علاقته بأسرته وأهله وزملائه ممتازة، فهو (أخو أخوان) معروف بالكرم والصدق و ـ مهما تحدثت فلن أستطيع وصف خصاله ـ فكان يعتبر زملاءه أشقاء له، حيث كانوا يزورونه مثل الفريق مهدي بابو نمر، والمرحوم عوض مالك، الرائد (م) أبوالقاسم محمد إبراهيم، والمرحوم زين العابدين محمد أحمد، معتصم السراج، حموده الشيخ والفريق عبدالرحمن سعيد وزير الثقافة، والفريق خالد الزين الذي كان أكثر من صديق.

كيف كانت علاقته بزملائه في حركة رمضان، وهل كانوا يزورونه؟

ـ علاقته كانت جيدة مع الجميع.. وكان الشهيد خالد الزين أكثر من أخ، وقد التقيناه في العراق خلال دورة ضباط هيئة الأركان، حيث كان خالد في دورة عن سلاح الطيران فيما كان بلول قائداً للكلية الحربية، وكان ذلك في العام 1986م.

هناك معلومات أن حركة 28 رمضان تم التخطيط لها قبل فترة طويلة عبر تنظيم ثم تأسيسه في أواخر السبعينات، فهل كنت تعرفين شيئا عنها؟

ـ اذكر انه كان هناك اشخاص يزورون بلول بأستمرار.. وقد سألته يوما ما (هل تخططون لشئ) فرد علىّ (لا نخطط لشئ ولا نريد فعل شئ، وحتى إذا فعلنا فليس في نيتنا الاستيلاء على السلطة فنحن ضباط وطنيون).

هل كان الشهيد بلول في الخدمة عند قيام حركة 28 رمضان؟

ـ بلول لم يكن في الخدمة العسكرية، حيث أحيل للمعاش في عهد حكومة المشير عبد الرحمن سوار الذهب مع (11) ضابطاً آخرين، بحجة دورهم في انتفاضة 6 أبريل 1985م، وأذكر أن من بين الضباط المحالين للمعاش الشهيد خالد الزين، فهؤلاء الضباط لعبوا دوراً مهماً في انحياز الجيش إلى الشعب.. وضغطوا على سوار الذهب للاستيلاء على السلطة.. لكن بعد نجاح الانتفاضة.. بدأ الضباط حملة ضد بلول وآخرين، وقد نشرت صحيفة «الراية» آنذاك خبراً عن تخطيط بلول وخالد الزين لإنقلاب حيث رفعوا دعوى ضد الصحيفة وكسبوا القضية. كما أن هناك وشاية أمريكية بأن هؤلاء الضباط يخططون لإنقلاب. بل إن واشنطون لعبت أيضا دوراً كبيراً في إعدام ضباط 28 رمضان، حيث قالت إنهم بعثيون وسينفذون إنقلابا إذا ما خرجوا من السجن.

وتضيف السيدة آسيا أن المجلس العسكري الإنتقالي قرر إحالة الضباط الإثنى عشر دون إعطائهم حقوقهم.. وأنه بعد شهر من الاحالة طلبوا منا إخلاء المنزل في القيادة العامة.

كيف كانت علاقة الشهيد بلول بقادته؟

ـ الشهيد بلول كان رافضاً للحكومات العسكرية، فقد أعدم نميري أحد زملائه ويدعى محمد أحمدالزين لإتهامه بالإشتراك في إنقلاب هاشم العطا، حيث لا علاقة لمحمد أحمد بالإنقلاب، فهو كان في غرب البلاد، وقام أحد الضباط بضم اسمه في قائمة المخططين للانقلاب.. فهذا الحادث شكل تحولاً في موقف بلول من الحكومات العسكرية، فكان حاقداً عليها.. لذلك كان هدفه الرئيسي إقامة نظام ديمقراطي وحل مشكلة الجنوب وبناء جيش قوي.

السيدة آسيا بما أن الشهيد بلول كان ضمن تنظيم الضباط وضباط الصف الوطنيين، وكان يزوره بعض الأشخاص فهل كنتم تشعرون بمضايقات أو مراقبة لمنزلكم؟

ـ قبل الإعتقال بأسبوع كنت ألاحظ أن هناك مراقبة لتحركات الشهيد بلول، وأذكر أن سيارة بها أشخاص مسلحون وقفت أمام المنزل ثم تحركت بسرعة.. كما أنه عندما يذهب إلى المخبز، فإن هناك أشخاصاً يراقبونه.. وقد إعتقلته الحكومة من قبل بتهمة المشاركة في أول انقلاب ضد الإنقاذ قاده محمد علي حامد ـ المعتقل الآن ضمن المتهمين بالمحاولة الانقلابية الأخيرة، كما إستدعت السلطات بلول أكثر من مرة واستجوبته.. المهم في الأمر أن سيارات كانت تقف أمام المنزل. وفي إحدى الأيام وقفت سيارة أمام المنزل ليلا وبها مسلحون وطرقوا الباب، وعندما قلت لهم (مين) طلبوا مني فتح الباب فعدت إلى الشهيد وأبلغته بما يحدث أمام المنزل. فقام إبن عمه سيد أحمد لمقابلتهم، وعند وصوله باب المنزل تحركت العربة على وجه السرعة.

وتضيف السيدة آسيا قبل 48 ساعة من الاعتقال زارنا الفريق عبد الرحمن سعيد وزير علوم التقانة وتحدث مع الشهيد بلول وقال له (يا بلول إنت لازم تغادر السودان، لأن الانقاذ تراقبك وأن شيئا ما سيحدث) فرد عليه الشهيد (انا لن أغادر البلد) فطلب منه سعيد السفر إلى الشمالية وقضاء إجازة مع والدته التي توفيت فيما بعد.. ورضي بلول لكنه سرعان ما عدل عن الفكرة ورفض السفر للشمالية.

كيف تم إعتقال الشهيد عثمان بلول؟

ـ تم اعتقال الشهيد بلول في 20 رمضان، أي قبل حركة رمضان بثمانية أيام، حيث رن جرس المنزل في الواحدة ليلا.. فقمت بفتح الباب.. حيث وجدت مجموعة مسلحة قالت لي إننا أفراد في الأمن ونريد اعتقال بلول.. فذهب سيد أحمد إلى بلول وأبلغه بالأمر.. وأذكر أنهم سمحوا له بأخذ حقيبة أعددتها له وبها ملابس، وقال لي بلول (احتمال الاعتقال يأخذ فترة طويلة، فشدوا حيلكم وسأحاول الاتصال بكم.. ومن ثم ودعنا).. وخلال فترة الثمانية أيام لم نكن نعرف مكان اعتقاله ولم يتصل بنا، وفي اليوم الخامس حضر إلينا المرحوم عوض مالك حاملاً رسالة من بلول إلى شخص يدعى فيصل قال فيها (يا فيصل أنا معتقل في بيوت الأشباح ولا أعرف مكانها لأنهم عصبوا عيوني.. وأريد منك أن تبعث لي مصاريف وصابون).. وأذكر أن عوض مالك قال لي (يا آسيا نحن سنوفر هذه الأشياء).

إذاً تم إعتقاله قبل حركة رمضان، لكنه أعدم مع الضباط فكيف تلقيت النبأ؟

ـ في يوم إعلان قرار إعدام ضباط حركة رمضان وتحديداً في الساعة الثالثة ظهراً، لم أكن أتابع المذياع أو التلفاز، حيث سمع الخبر خالي من الإذاعة.

هل لديكم معلومات عن مكان المقبرة؟

ـ بعد الإعدام وردتنا الكثير من المعلومات بأن الدفن تم في وادي الحمير قرب عطبرة.. ولكن المعلومات المؤكدة أن الدفن تم قرب الجبل الأزرق خلف الكلية الحربية مباشرة وقد تم مسح آثار المقبرة.. وقد زرنا المنطقة لكننا لم نجد أثراً للمقبرة.

ü ما هي مطالبتكم كأسر لشهداء حركة 28 رمضان؟

ـ نحن مطالبنا تتركز في مدنا بالحيثيات التي تمت بموجبها أحكام الإعدام، مسار الحكم، وإبلاغنا بمكان دفن الجثامين ومساءلة ومحاسبة المتورطين في المحاكمات.

خلال الفترة التي تلت إعدام الضباط وحتى الآن هل زاركم أحد المسؤولين؟

ـ لا لم يزرنا أحد من مسؤولي الإنقاذ.. بل بالعكس إنه في السنوات الأولى تم إيقاف معاشات الضباط.. كما أننا لم نتسلم قطعة أرض أسوة بزملائه الضباط في القوات المسلحة، حيث تم سحب أسماء جميع ضباط حركة رمضان من كشوفات الأراضي.. لكن بعض زملاء الشهداء تحركوا لإرجاع حقوق أسر الشهداء وهذه مبادرة منهم.. وأضافت أن بلول كان في المعاش اثناء قيام الحركة، وأن الذين كانوا في الخدمة واجهت أسرهم مشكلات كبيرة فهذه الأسر لم تتسلم الأراضي ولا الحقوق.. خاصة وأن الشهداء تركوا وراءهم أطفالاً لا ذنب لهم بما فعل آباؤهم.

هل زاركم أحد من الحكومة ؟ - لم يزرنا أحد و هناك معلومة مهمة وهي أن البشير دخل القيادة العامة ليلة 30 يونيو بعربة صديقه الشهيد محمد أحمد وكانت «مقرشة» في بيتنا .

كيف تمضي العلاقة بين أسرالشهداء؟

ـ نحن أسر شهداء 28 رمضان أصبحنا اسرة واحدة ونزور بعضنا البعض ولدينا صندوق تكافلي و (نتشايل) فإذا حدث لأي أسرة شئ فإننا نحل مشاكلها.

هل تتعرضون لأية مضايقات؟

ـ نعم تعرضنا للكثير من المضايقات من السلطات.

كما أن أبنائي تعرضوا لمضايقات مما دفع إبني وائل خريج جامعة أم درمان الأهلية مغادرة البلاد والإلتحاق بقوات التجمع في أسمرا، ومكث هناك أربعة أعوام وعند عودته حاولت الحكومة استمالته لكنه رفض وهاجر مع شقيقه لؤي إلى دولة الإمارات المتحدة.. أما إبني تامر فقد تعرض للضرب داخل المنزل دون ذنب فقط لانه صادف في دخوله أفراداً من الشرطة في المنزل.. كما تم إحالة بعض أفراد الأسرة إلى المعاش مثل سيد أحمد ابن عم الشهيد والذي كان يقطن معنا وهو يعمل بالقوات المسلحة في سلاح المدرعات.. فلسناالوحيدون الذين تعرضوا للمضايقات فهناك بعض أقارب الشهداء تم تشريدهم من الخدمة.

وقالت السيدة آسيا: لقد كانت السلطات المختصة تداهم المنزل في كل رمضان، وتقوم بتفتيشه ومصادرة كل الصور.. وأذكر في العام الثالث من الإعدام أن داهمت السلطات المنزل وأخذوا حقيبة الوالدة التي جاءت لتوها من الشمالية فردت عليهم بلهجة شايقية (الشنطة دي جايه من الشمالية إنتو عاوزين شنط بعد ما أعدمتوا سيد البيت) فاعتذر لها الضابط وقال لها (انا مأمور).

هل لا زلتم تتعرضون لمثل هذه المضايقات؟

ـ قبل الانشقاق الشهير للمؤتمر الوطني الى مجموعة المنشية بزعامة حسن الترابي ومجموعة القصر بزعامة المشير عمر البشير كنا نتعرض للمضايقات والاعتقالات وكانت الحملات مكثفة من قبل أمن الترابي.. لكن بعد الانشقاق خفت نسبة المراقبة وظلوا يراقبوننا في احتفالات إحياء ذكرى الشهداء.. وأذكر أنه في آخر احتفال اعتقلوا عدداً من أبنائنا.. لكننا سنناضل وسنناضل حتى آخر أيام عمرنا.
  

المهندس محمد حسن وشجاعته مع د. نافع في جامعة الخرطوم.





    المهندس : محمد حسن عالم شريف- صاحب المداخلة الشجاعة مع الدكتور نافع علي نافع بجامعة الخرطوم . السيرة الذاتية للمناضل محمد حسن عالم المهندس : محمد حسن عالم شريف خريج كلية الهندسة – جامعة النيلين – قسم الهندسة الكهربائية للعام 2007م . ... المراحل الدراسية :الأساس: اليمن.المرحلة الثانوية : مدرسة بحري الحكومية الثانوية .النشاط العام والنضالي عضو لجنة طلاب كلية الهندسة للعام 2005م المطالبة بالرقم الهندسي .رئيس رابطة طلاب كلية الهندسة .. سنة 2006-2007 م .الأمين العام لرابطة طلاب دلقو لدورتين 2003- 2005م .الأمين الإعلامي لرابطة طلاب أبناء النوبة بجامعة النيلين .رئيس مكتب طلاب إتحاد المحس 2005م.عضو اللجنة السياسية لمكتب طلاب حزب البعث العربي الإشتراكي كاتب ومشارك بصحيفة الخبر السودانية .أعتقل عدة مرات تفاوتت المدة الزمن من 3-10 أيام .تم إعتقاله في يوم 29/1/2011م إبان إنتفاضة الشباب في 30 يناير الماضي، وقضى 46 يوماً معتقلاً بمكاتب جهاز الأمن ببحري، مع مجموعة من المناضلين الشباب والطلاب .


اكثر الله من امثالك.



منقول من "تجمع اسر شهداء حركة ٢٨ رمضان المجيدة"


لو كان وزير الدفاع السوداني اسرائيليآ لقال اين هي مقابر شهداء انقلاب ابريل 1990 واين قبروا?!!

من بوست المشارك "بكري الضايغ" في
sudaneseonline.com                             



لو كان وزير الدفاع السوداني اسرائيليآ لقال اين هي مقابر شهداء انقلاب ابريل 1990 واين قبروا?!!
*********************************************************************************
قبل ايام قليلة مضت نشرت بعض الصحف المحلية خبرآ مفاده ان بعض الاسر الكريـمة من ابناء الاقليم الجنوبي والذين عاشوا جل اعمارهم وبالسنوات الطوال في الخرطوم ابآ عن جـد وينون الهجرة النهائية للجنوب ، قد قرروا ان ينبشوا مقابر موتاهم قبل رحيلهم ويحملون معهم في رحلة العودة رفات ذويهم من ماتوا قديمآ او حديثآ بالعاصمة والا يتركوا خلفهم شيئ من بقاياهم .



اصوغ هذا الكلام كمدخل للكلام ونحن علي اعتاب الذكري ال21 عامآ علي اعدام ضباط انقلاب ابريل- رمضان 1990 وهي المحاولة الانقلابية التي فشلت وتم بعدها اعدام الانقلابيين في اسرع محاكمة عرفتها المحاكم العسكرية السودانية في تاريخها الطويل، وتم تنفيذ الاعدامات فور صدور الاحكام (بلا تصديق او موافقة من رئيس الجمهورية الذي فوجئ وبعد فشل الانقلاب بدخول الرائد شمس الدين عليه في مكتبه بالقصر ليخطره بتنفيذ الاحكامات وطلب منه ان يصادق علي الاعدامات قائلآ :ياسعادتك نحن اعدامناهم وعاوزينك تصدق، ووقع البشير وهو مذهول مما يجري امامه).




وبعد ان تمت الاعدامات بمنطقة جبل المرخيات دفنوا الشهداء هناك بصورة عاجلة وسرية، بل وقال احد شهود العيان من الضباط الذين اشرفوا علي عمليات تنفيذ الاعدامات رميآ ان ضابطآ من الذين نفذت فيهم الاحكام وبعد اطلاق الرصاص عليه كان قلبه مازال ينبض وكان علي قيد الحياة ولكن وبدلآ وان تتم عملية اطلاق "رصاصة الرحمة" عليه كما جرت الاعراف العسكرية تم دفنه حيآ مع بقية زملاءه!!




جري العرف العسكري الدولي ايضآ وان يتم عملية تسليم الجثامين لذويها، وتقول كتب التاريخ العسكري السوداني، انه وبعد ان نفذ الضباط الانجليز احكام الاعدامات علي الذين اشتركوا مع عبدالفضيل الماظ في معركته ضد القوات الانجليزية بشارع النيل وداخل مستشفي العيون شرق القصر وكبدوهم خسائر فادحة في الارواح في عام 1924، قام الحاكم العام العسكري الانجليزي بتسليم جثامين الابطال السودانيين لذويهم في موكب عسكري رسمي، وحيا الحاكم العام الراحليين الجنازات ب "التعظيم سلام" والوقوف تأدبآ واحترامآ لها،




تقول كتب التاريخ ايضآ، انه وبعد تم تنفيذ احكام الاعدامات في الضباط الذين تمردوا علي الفريق ابراهيم عبود وحاولوا الانقلاب علي نظامه، قامت وزارة الدفاع بتسليم جثامين الضباط لذويهم في احتفال رسمي مهيـب.




ولكن الحال كان مختلفآ في ابريل من عام 1990، فاولآ ماكانت هناك محاكمات بالمعني المفهوم لمحاكمة الضباط، ثانيآ، ماكان هناك ومن يدافع عنهم او شهودآ او اي شيئ يمكن ان يساعد الضباط الانقلابيين في دعواهم، ثالثآ، كان هناك اصرار شديد من الرائد ابراهيم شمس الدين وان تتم الاعدامات فورآ، والغريب في الامر ان اصراره قد جاء في حضور من كانوا هم اعلي منه رتبة عسكرية، بل والاغرب من كل هذا ايضـآ انهم لزموا الصمت وماجادلوه ولاذكروه بالانضباط العسكري!!

وكانت قمة المهزلة والمهانة ان الاعدامات قد تـمت ليلة وقفة عيد الفطر عام 1990، بل انه توقيت اتخـذ بعناية شديدة وســـادية مفرطة لكي يحـيلوا عيد الفطر في السودان كله الي مأتم واحزان!!


ترفض وزارة الدفاع منذ عام 1990 وليومنا هذا الافصاح عن مكان وجـود مقابر شـهداء ابريل- رمضان وعددهم 28 ضابطآ ولايدخل في هذا الرقم الجنود!!


بعد ايام قليلة تاتي الذكري ال21 علي اعدامات الضباط، ومازال الصمت بوزارة الدفاع مطبقآ، ويرفض وزير الدفاع الافصاح عن مكان دفنهم، ولايابه كثيرآ بدموع الارامل والايتام ويتلذذ بتعذيبهم بسادية مابعدها سادية، رفض عشرات المرات مقابلة وفود من أسر الضحايا فقط ليعرفوا منه اين هي مقابر اولادهم واباءهم وازواجهن، فرفض بشدة مقابلتهم بل وامر الصحـف عدم التطرق لموضوع اعدامات ومقابر ضباط انقلاب ابريل 1990!!!

تنشط اجهزة الامن في كل ابريل ومع قدوم ذكري الضباط فتعتقل من يود من اسر الضحايا وتجديد ذكري الاعدامات!!

لو كان وزير دفاع البلاد اسرائيليآ لما قصر والله في مساعـدة الاسر المكلومة في معرفة مكان قبور الشهداء، ولذهب معهم ونبش قبورهم الجماعية واخرج رفاتهم ليدفنوا مجـددآ وبصورة لائقة بمقابر جـديدة...

.ولكن شاء حـظ السودانيين وان يكون عندنا هذا الوزير العيـنة ...( الذي لا مثيل له في اي مكان اخر بالعالم )!!

الرائد الشيخ الباقر الشيخ


نشأ بقرية التميراب.

التحق بالكلية الحربية السودانية وتخرج فيها ضمن الدفعة 30.

ضابط مدرعات.

حضر العديد من الدورات بمدرسة المدرعات فى كررى

الرائد بابكر عبدالرحمن نقدالله


من ضباط الدفعه 29 بالكليه الحربيه .

عمل بسلاح المدفعية بعطبره منذ التخرج .

من اكفاء ضباط المدفعية المشهود لهم بين زملاءه وجنوده .

كان قائدا محبوبا وخاصة وسط الجنود .

بالإضافة الي النشاط العسكري له مساهمات اجتماعيه ورياضيه كثيره وسط القطاع الرياضي بعطبره وكوستي.

اخر محطات عمله المدفعيه بخشم القربه

الذكرى 21 لشهداء 28 رمضان 2011

(حريات) مع أسر الشهداء : (28) رمضان جرح لم يبرأ
August 28, 2011
(حريات خاص)
يقيم شهداء 28 رمضان مساء اليوم الذكرى السنوية في منزل السيد الفاتح يوسف/ السيدة نفيسة المليك بالملازمين، و(حريات) تحيي ذكرى الشهداء برصد إفادات أسرهم حول معاناتهم طيلة 21 عاما.

وكان نظام “الإنقاذ” أعدم الشهداء في يوم 28 رمضان الموافق 23 أبريل 1990م بعد إعطاءهم الأمان ووفق محاكمات إيجازية ولم يعلن حتى الآن عن مكان دفنهم مما سبب جرحا غائرا لدى أسرهم وفي المجتمع السوداني، وظل يوم 28 رمضان سنويا مناسبة لتحسس ذلك الجرح الفائر.

ففي كل عام والمسلمين فى العالم أجمع يقبلون على العيد بفرح تجابه 28 الأسر مرارة الذكرى، وتجابه مطاردة السلطات وتعتقلهم وتعذبهم حتى صار طعم العيد لدى صغارهم مخلوطا بخوف اعتقال أو مداهمة. (حريات) التقت بعض من هذه الأسر ليسردوا تفاصيل معاناتهم طوال واحد وعشرين عاماً. وكانت النتيجة الإفادات التالية:

إبتهاج أبو القاسم محمد الحسن شقيقة الشهيد عصام الدين أبو القاسم محمد الحسن :

ولد بمدينة الخرطوم وتلقى تعليمه بها.

• والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ضمن الدفعة (29) ضابط مدرعات.

• تلقى العديد من الدورات فى مدرسة سلاح المدرعات

بصوت راجف سردت أخت الشهيد عصام مسيرة الآلآم لواحد وعشرين عاماً فقالت: بعد إغتيال أخى الشهيد مرضت والدتى من شدة حزنها وشعورها بالظلم والقهر لأنها لم ترجثمانه ولم ترى حتى قبره. مرضت بمرض ضيق الشرايين. وتوفى والدى بذبحة صدرية بعد شهور قلائل من فقدان وإغتيال أخى. أما أخى الأكبر فكان يتم اعتقاله بشكل متواصل ويأتى أفراد الأمن دائماً لتفتيش منزلنا لأننا كغيرنا من أسر الشهداء طالبنا بمعرفة مكان دفنهم وتسلم جثثهم وكنا بنتعرض دائما وأبداً للمداهمات الليلية . أذكر اننا كنا لانزال أطفال ونحتاج بعض الأوقات فى الليل لماء أو خلافه وكنا عندما نلمس أمى تنتفض من الخوف واقفة….”بكاء”… كنا نظل لدقائق طويلة نبسلم لها “بسم الله ياأمى” حتى تهدأ ولاتخاف … وننتظرها لتأمن ومن ثم نطالبها بماء أو خلافه…”بكاء طويل” أسفة.. لقد عانينا طويلا..فى كل ذكرى لإستشهاد ابنائنا وأخواننا كنا نخرج مطالبين بحقنا الإنسانى فى معرفة مقابرهم . والسلطة تستقبل تحركنا هذا بالعنف والضرب والإعتقالات والإهانات … فى كل عيد كنا نفتقد أبى وأخى وأخوانى المتبقيين لأنهم كانوا يعتقونهم طوال فترة العيد ..العيد صار بالنسبة لنا مناسبة لألم غير إعتيادى … هذا النظام عذبنا وجعلنا ننتظر العيد مترقبين ماسيحل علينا من تعذيب.. مع إشتداد الضغط علينا كأسرة أجبر أخوانى على الهجرة ومغادرة البلاد ككثير من أبناء أسر الشهداء، ونتيجة كل هذه الضغوط أصابت أمى بمرض ضغط الدم ولازلنا نعانى كأسرة كثيراً…

والدة الشهيد عصام أبو القاسم:

منذ إغتيال ابناءنا الشهداء ونحن نطالب بتسليمنا جثثهم أو مكان مقابرهم. ولم ولن نسكت مطلقاً عن حقنا فى ذلك. رغم الاعتقالات والتعذيب.. تعرضت لإهانات كثيرة أذكر منها انه فى احدى المرات التى خرجنا فيها نطالب بحقنا المشروع فى معرفة أين يدفن أبنائنا . وقف ضابط أمن يستفزنا فقال لنا :يانسوان ده يوم تمرقوا فيهو؟ أنتو ماعندكم وليان ولا شنو” فرددت عليه اننى تحديداً ليس لدى رجال لأن نظامه قتلهم اذ إغتال إبنى ومات والده حسرة عليه وهاجر أخوانه من فرط التعذيب الواقع عليهم. وتفاجأت به يصفعنى”كف” حتى إرتميت أرضاً ومن شدة شعورى بالقهر ارتفع ضغطى ودخلت فى غيبوبة فلقد أغضبنى اننى امرأة سبعينية وهو ششاب صغير ولكنه لم يتردد فى ضربى …. كما لن أنسى انه بمجرد وفاة زوجى وبعد مرور شهر فقط طالبونى بالرحيل عن سكن “الاشلاق” الذى كنت أسكن به دون مراعاة لأننى أرملة ومفطورة القلب على فقدان ولدى.. عندما لم أنفذ الإخلاء تفاجأت ذات صباح بقوة من الشرطة والأمن شاهرة لسلاحها تطوق منزلى لتجبرنى على الإخلاء الفورى.. ولكنى لم انصاع أيضاً بل خرجت عليهم غاضبة وبذات درجة حزنى على ولدى إمتلأت هياجاً وصرخت بهم ان يشهروا سلاحهم كما يشاؤون فأنا لن أخاف وطلبت منهم أن يطلقوا الرصاص بصدرى وهتفت بملء الفم: يسقط يسقط عمر البشير… فروحى ليست أعز من روح ولدى الذى كان يستعد للزواج وكان يفترض أن يتم زفافه ثالث أيام العيد الذى إغتالوه فيه..ورفضت أن تطأ قدم أى عسكرى لمنزلى فنحن لدينا كرامة وسنخرج من منزلنا معززين ولن أسمح لنظام البشير برمينا خارج منزلنا وإذلا لنا بإخلاء أثاثنا فى الطريق العالم.. قلت لهم قتلتم أبنى وزوجى وتريدون رمى أثاثى بالطريق لم ؟ هل أنا لست مواطنة بهذا البلد ، لن تفعلوا فأنا سودانية وتخرجوا أنتم ونبقى نحن عندما رأوا مقدار غضبى نظر بعضهم لبعض واخفضوا سلاحهم وإنسحبوا خجلين… منذ استشهاد ابنائنا ونحن نواصل عملنا ولن نتوقف صحيح عانينا جداً.. لكن ..”ان الله مع الصابرين اذا صبروا.”

الرائدة نفيسة المليك والدة الشهيد أكرم الفاتح دفع الله :
رائد طيار أكرم الفاتح يوسف

ولد في ام درمان حي الملازمين 1962 .

• تلقى تعليمه في المراحل المختلفة في ام درمان.

• التحق بكلية الطيران بامبابة – مصر 1981.

• التحق بسلاح الطيران بعد ان تلقى التدريب العسكري بالكلية الحربية عام 1984.

• عمل في مناطق متفرقة في جنوب السودان، وكان يعمل قبل استشهاده بقاعدة الخرطوم الجوية .

• اسهم في عمليات انقاذ المواطنين أبان السيول والامطار عام1988.

• حاصل على عدد من الاوسمة وانواط الجدارة من قيادة القوات المسلحة

• متزوج من الاستاذة الجامعية مها علي رجب وانجبا طفلا ، بعداستشهاده اطلق عليه اسم والده أكرم أكرم الفاتح يوسف .

تمر علينا ذكرى 28 رمضان ونحن ممزقين بالألم وهى ذكرى رغم ألمها الا اننا نحييها بإفتخار وكبرياء لإستبسال ابنائنا الشهداء. ولكن مايؤسف له ان حكومة الإنقاذ لم تراع أى أعراف أو مواثيق فى التحقيق معهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة وكنا نتمنى لو وجدوا الفرصة لكى يقولوا هدف ماكانوا يخططون له وحتى ان اعدموهم بعد ذلك. ولكنهم إغتالوهم غدراً فى ظرف ثلاثة أو أربعة ساعات فقط. ولم نعرف حتى الآن مقابرهم ونحن مطلبنا الآن أن نعرف مقابر أولادنا .. الشهيد كان شاب متفرد وذكى وطموح وكنا نتفاءل به وهو فى نظرنا من الصالحين اذ تمت ولادته فى يوم 28 رمضات ذات يوم وفاته . وسبب تفاؤلنا به ان تاريخ ميلاده دائما ماتحدث به أحداث مفرحة لمن هم حوله فمثلا: فى28 فبراير تمت ترقية والده كأصغر وكيل وزارة للتعاون وهو من المؤسسين لللعمل التعاونى فى السودان . كما أنها ليست صدفة ان يكونوا 28 شهيد فى يوم 28 رمضان.. وكان “صباح خير” ومقدام ومحب للخير ومنذ ان كان فى المدرسة الابتدائية وهو صاحب مبادرات وإهتمام بالآخرين للحد الذى يجعل اساتذته يذكرونه الى الآن ويتواصلون مع أسرتنا. ولقد كان مميزاً أكاديمياً فرغم انه إلتحق بالمدرسة باكراً بالنسبة لأقرانه فى ذلك الوقت اذ دخل وعمره خمس سنوات إلا انه ظل متفوقاً.. ومن صغره وهو مولع بالطائرات وعشقه كان أن يصبح طياراً. وبالفعل عندما رغب فى دخول الجيش كنت غير متحمسة لذلك ولكن شجاعته وحبه للبلد دفعانى للرضوخ لرغبته خصوصاً وانه حاول اقناعى انه يرغب فى ان يصير رائد فضاء..وكان يحب الفيزياء لحد النبوغ اذ كانت هناك مسألة فيزياء معقدة فى العام الذى إمتحن فيه الشهادة وكان هو الطالب الوحيد فى السودان الذى تمكن من حلها فتمت الإشادة به. كانت به بوادر نبوغ.. وبرأيى انهم جميعا كان بهم صلاح بدرجة ما اذ استقراءوا الأحداث وعرفوا ماستؤدى به الطغمة الحاكمة السودان وحاولوا ان يمنعوا ذلك . وأذكر انه كان شجاع بصورة مميزة وهو طفل صغير فى عمر ثمانية سنوات كان منضوياً للكشافة البحرية وذات مرة كان يقود قارب فى احتفال ومعه آخرون أكبر منه عمراً فاستصغره أحدهم بأن سأله: ياولد انت كان المركب دى انقلبت بتعرف تعوم” فماكان منه الا وأن قفز بوسط النيل الأزرق وأكمل المشوار سباحة رغم نداءات وتوسلات أصدقاءه. لذا فهو كان صميم جداً… كما كان متدين وعندما تم إغتياله كان قبلها قد صلى الصبح بالناس فقد كان مناوباً تلك الليلة بقاعدته … المحزن ان هؤلاء الطغمة بعد ان إغتالوهم حاولوا تشويه سمعتهم فالمدعو محمد الأمين خليفة ذكر كذباً ان كل الشهداء كانوا سكارى!!! ولم يراعوا حتى انه من الإسلام ان نذكر محاسن موتانا دعك عن انه كذب وإفتراء وهذا الإسلوب ان دل يدل على خوفهم من الشهداء أحياء وأموات . وانا أؤكد ان كل الموجودين بالسلطة سيلاقواالإبعاد من السلطة و مصير محمد الأمين خليفة وبصورة أقسى لأن دماء الأبرياء لن تروح هدراً.

زكية الحاج عثمان حسين زوجة الشهيد العقيد أركان حرب بشير مصطفى بشير:
عقيد أ.ح. بشير مصطفى البشير

الدفعة .24 ولد الشهيد بالخرطوم – حي السجانة في عام 1953 . متزوج وأب لطفلين . التحق الشهيد بالكلية الحربية السودانية وتخرج فيها برتبة الملازم في 30 يونيو 1973 . نقل إلى سلاح المدفعية بعطبرة بعد تخرجه حيث حضر دورات تدريبية عديدة في علوم المدفعية . أوفد إلى جمهورية مصر العربية وتحصل فيها على شهادة قائد كتائب مدفعية ميدان . تحصل على شهادة الاركان من كلية الاركان السودانية في عام 1987 . عمل في وحدات مدفعية عديدة وبعدها نقل كقائد لمدفعية الفرقة المظلية بمعسكر شمبات بالخرطوم بحري وقد ظل قائدها حتى اعدامه . من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والذين عرفوا بحبهم للقوات المسلحة وللوطن . من أقواله المأثورة التي يظل يكررها لجنوده :

« إن شرف العسكرية في حماية تراب الوطن وحرية مواطنيه فإذا انتهكت احداهما ذهب الشرف والكرامة».

زوجى كان معروف بشجاعته وتواضعه فكان محبوب وسط عساكره فى سلاح المظلات بشمبات وكان عطوف . ولقد خرج مساء الأحد ولانه قليل الحديث حول عمله لم يخبرنى بتفاصيل فقط ذكر لى انه قديبيت خارحاً فيما بعد ذكر لى الجيران انهم رأوه يودع أطفالنا فى الخارج وهو فى طريقه لسيارته وكان حينها أكبر أولادى فى السنة الثامنة فى الأساس والصغير عمره سنتين فقط.وفى الصباح سمعت ان هناك مجموعة قامت بإنقلاب فتوجست وانتظرت وحوالى الساعة الحادية عشر فى اليوم الثانى أتى أحد أصدقاءه وأخبرنى ان بشير زوجى مشترك فى الإنقلاب ورغم انه قلل لى من أهمية عواقب ذلك وان الأمر على الأرجح لن يتجاوز أيام وسيعود ولكنى شعرت مباشرة بالخطر فلقد كنت واقفة فسقطت مباشرة على الكرسى لأن أقدامى لم تحملنى وقلت له : ناس الإنقاذ ديل أعدموا مجدى فى العملة معقولة يخلوهم.” ورغم انه أكد لى ان الأمر لن يتجاوز تجريدهم من العملة الا اننى لم أطمئن إطلاقاً. حوالى الساعة الثالثة ظهراً كان أطفالى يجلسون أمام التلفزيون فتفاجأنا به يعلن نبأ إعدام والدهم رمياً بالرصاص وعند ذهاب أهل الشهداء لإستلام الجثث تفاجأوا فى القيادة العامة بأنهم تم طردهم وتهديدهم بالسلاح للابتعاد… ومن وقتها ونحن مطاردين يستدعونا ويعتقلونا وأذكر انه فى يوم كنا نقيم الذكرى فى بيت أمنة الكدرو بالحاج يوسف وهى أسرة أحد الشهداء أتى عناصر الأمن بحافلات وإقتادوا كل المدعوين للتأبين الى القيادة العامة وكان التأبين فى الذكرى الثالثة اذ أطفالنا كانوا لازالوا صغار بل كانت بعض زوجات الشهداء يحملون أطفال صغار جدا تمت ولادتهم بعد اغتيال ابائهم فحبسونا داخل هذه الحافلات داخل القيادة العامة وأطفالنا يبكون من الحر وإنعدام الأكسجين فى الحافلات المغلقة لأكثر من ثلاثة ساعات ولم يعطفوا عليهم ولا على أمهات الشهداء المسنات وبعد ساعات طوال طلبوا مننا أن نوقع على إلتزام بعدم تنظيم أى نشاط لنا كأسر شهداء فرفضنتا بقوة وعندما تواجهوا بصلابة موقفنا إضطروا لإطلاق سراحنا بعد ساعات طويلة أيضا.. ذات نهار كنت فى السوق وعندما رجعت وجدتهم قد قلبوا غرفتنا رأساً على عقب لم يتركوا شىء فى مكانه أخذوا أى ورقة وكسروا دواليبنا وكانت لدى شهادات أصلية جامعية تخص أختى أخذوها فضاعت للأبد.. طوال هذه السنوات يراقبونا ويداهمونا ونحن لانطالب بشىء سوى حقنا المشروع فى معرفة مقابر شهدائنا..أننا لم نطالب بأى حقوق مالية أو خلافه فزوجى مثلاً كانت لديه قطعة أرض سحب قرعتها فى اليوم الثامن من رمضان وعندما ذهب زملاؤه للسؤال عنها أخبروهم انه تم شطب أسمه ولقد ذهب زملاؤه هؤلاء من أنفسهم فنحن وكل أسر الشهداء لم نسأل عن حقوق مالية وخلافه قط . والحمد لله رغم معانأتنا استطعنا أن نربى أولادنا..طالبنا بحقيبته التى خرج بها من منزله وحتى عربته التى كان يقودها لم يسلموها لنا الا بعد ستة أشهر… أولادى لازالوا يعانون فطفلى الصغير كان يطلب حتى سن السادسة ان يشتروا له مسدس ليقتل البشير لانه قتل والده.. والكبير حاول الخروج من البلاد وفشل لانه كره السودان ..

الشهيد كان مميزاً فى عمله فقد كان أول دفعته فى كلية القادة والأركان وأذكر انه تلقى منحة للدراسة بالقاهرة وأثناء تواجدنا هناك ألتقينا بكرى حسن صالح وكان يزورنا يومياً تقريباً فقد كان يسكن فى الكلية الحربية مع الشهيد فى ذات الغرفة ، وعندما كنا هناك إستولت مجموعته على النظام . ولقد سمعت شائعات انه طلب من زوجى بعد اعتقاله ان يقدم أى تنازل ليفرج عنه وسمعت ان زوجى قال له : موت بشجاعة ولا حياة بإنهزام” وسمعنا إنهم ظلوا يهتفوا حتى لحظة إستشهادهم.

خديجة عثمان زوجة العميد محمد أحمد قاسم:

عقيد أ.ح. محمد أحمد قاسم

• ولد الشهيد بمدينة الخرطوم بحري في عام 1945. تلقى دراسته الابتدائية فيها وفي المدرسة الاميرية الحكومية بالخرطوم بحري ، وتخرج في مدرسة الخرطوم الثانوية في عام 1964 . متزوج وأب لتسعة اطفال يعيشون الان بمنزل متواضع في قرية جبل اولياء .التحق بالكلية الحربية السودانية في يناير 1965 وتخرج منها برتبة ملازم في ديسمبر 1966 · عمل الشهيد في القيادة الشرقية بالقضارف في عام 1967 ولمدة عام وبعدها اوفد إلى بريطانيا لدورة تدريب مظليين ليعود منها في عام 1968 ضمن الفريق الذي قام بتأسيس سلاح المظلات السوداني . تلقى دورة تدريبية معلم قفز بجمهرية مصر العربية ودورة اسقاط ثقيل في المملكة العربية السعودية . عمل الشهيد بمناطق العمليات في جنوب السودان في الفترة 1983-1985 وعرفت عنه شجاعته وقوة تحمله الفريدة .

• أحد ضباط الانتفاضة الذين فرضوا قرار انحياز القوات المسلحة للشعب وقد ادى ذلك لاحقا إلى اعفائه من الخدمة بقرار من المجلس العسكري الانتقالي وعلى اثر وشاية من العقيد عمر حسن أحمد البشير الذي أخطر الاستخبارات العسكرية بأن قاسم ومجموعة ضباط يرفضون سياسات المجلس الانتقالي ويعدون لانقلاب . رفع الشهيد وممجموعة ضباط قضية مدنية لاشانة السمعة ضد جريدة (الراية) في عام 1987 وحكم القضاة لصالحهم ، لذا ظل في قائمة اعداء الجبهة الاسلامية .اعيد العقيد محمد احمد قاسم إلى الخدمة العسكرية في يناير 1989 بقرارا من الفريق فتحي أحمد علي القائد العام آنذاك وذلك بتلبية رغبة العديد من الضباط ولرفع الظلم عن ضابط كفء متفان في اداء واجباته . في ليلة (30 يونيو – 1 يوليو) أي بعد اليوم ا لاول لانقلاب الجبهة حاول العقيد القيام بتحركات في سلاح المظلات في محاولة مضادة ولكن استدعى إلى مقر القيادة العامة وابعد من المظلات باحالته للتقاعد في نفس الليلة وارغم على ترك المعسكر . طوال الاشهر الاخيرة من العام 1989 عمل الفقيد بجهد واخلاص وسرية في بناء حركة الضباط الاحرار للقضاء على نظام الجبهة الاسلامية .

• اعتقل الشهيد للاشتباه في نشاطه صباح يوم 21 أبريل أي قبل الانقلاب بثلاثة أيام واحتجز في زنزانة بسطح مبنى أمن الدولة حتى لحظة اعدامه بدون محاكمة فجر يوم 25 أبريل 1990 .

• الشهيد زميل البشير في الدراسة بمدرسة الخرطوم الثانوية وفي الكلية الحربية وسلاح المظلات لمدة أكثر من 25 عاما ولكن لم يتردد الاخير في الوشاية به ثم طرده واخيرا اعدامه تنفيذا لاهداف حزبه

زوجى تم إعتقاله منذ يوم 21 رمضان أى قبل الحركة مع اللواء عثمان بلول ، هاجمونا الساعة الواحدة صباحاً وفتشوا المنزلوإعتقلوه بجهاز الأمن فى ذلك الوقت ولم نعرف عنه شىء الا الساعة الثالثة ظهرا عندما أذاعوا نبأ اعدامه وكانت لحظات قاسية. فأنا لدى تسعة أطفال صعقوا بأن والدهم إختفى من حياتهم دون مقدمات . فلقد كان أولادى يجلسون أمام الراديو ليسمعوا عمر البشير الذى يعرفونه يعلن إعدام والدهم . وهم يعرفون عمر البشير لانه كان صديق لزوجى منذ الثانوى وكان يزورنا فى المنزل ويبيت معنا ويدخل المطبخ معنا وكانت علاقتنا الأسرية به قوية. لم يسأل عنا البشير الا بعد عام كامل حيث أتانى أحد أصدقاء زوجى وقال لى ان البشير يسأل عنكم فعنفته ” وقلت له نصاً: اذا بتجيب لى كلام زى ده تانى ماتجى فى بيتى عمر البشير مسئول عن قتل زوجى ويسأل مننا؟” وبالفعل لم أسمع عنه شىء مرة أخرى. إلا مرة واحدة جاءنى عسكرى وأخبرنى أيضاً ان البشير يسأل مننا فأرسلت ردى بقصيدة قلت له أذهب وقل له:

قسماً قسماً لن ننهار

وأسر الشهداء تجيب التأر

انشاء الله دماءنا تسيل أنهار

وياسودانى وأسفاً على شبابك الثوار

وفى رمضان مقابل العيد يموتوا أحرار

بيد غدار وأصلوا حمار ؟

متستر بستار الدين وعامل اللحية ليهو شعار

ونحن حننظم الأشعار وجوه قلوبنا مولع نار

وين ياخالد ود الزين؟

وين أيامك الحلوين

ياسيفاً قوى مابلين

وياقاسم ياحازم يامغوار

يوم كتلوك دا يوماً حار

خلفت وراك أطفال صغار

مصيرهم يوم حيبقو كبار

يجيبوا التأر من الغدار

بشير الطيب..يأسماً على مسمى

كتلوك خائنين العهد والذمة

ماراعوا ليك شجاعة ولا بسالة ولا همة

مصيرك كاتل الأبطال مصيرك يوم حتتغم

ويامدثر قوم انزل كلاب الجبهة ماتتراجع

وده الخلف فينا الآلآم وفينا مواجع

أنت تحارب أنت تصارع

فى بلداً بعيداً ناجع

جزاك طلقات خائنة وغادرة فى صدرك اليانع!!!!

وظلوا يلا حقوننا ويعتقلوننا وقبل ثلاثة سنوات إعتقلوا أولادنا لانهم كانوا يرتبون للتأبين السنوى لآبائهم بمنزل اللواء عثمان بلول فداهموا المنزل وكانوا عربتين من المسلحين وكل أولادنا كانوا سبعة فقط..فإنهالوا عليهم ضرباً وأخذوهم لمكاتب الأمن وإعتقلوهم لأيام وظلوا يعتقلونهم وصادروا عرباتهم . وهددونا بأنهم سيصادرون بيوتنا ان قمنا بعمل التأبينات فيها. ورغم ذلك كل عام نطالب بذات مطلبنا أن نسلم جثثهم ونعرف مقابرهم وان نطلع على حيثيات محاكمهم.ولقد كنا نذهب لهم فى منازلهم ليطلعونا على ماجرى فى محاكمتهم فذهبنا لشدو فطردنا من منزله . وذهبنا الى المحكمة الدستورية وديوان النائب العام الذى وجدناه محاطاً بالمسلحين فى إنتظارنا .. ونحن مظلومين فقد قتلوا أزواجنا وابنائنا فى الأهر الحرم ومنذ واحد وعشرين عاماً ونحن فى كل عام نتقدم بمذكرة للنائب العام دون رد. ولكنا مؤمنين ان لكل شىء نهاية .

عالية حسن كرار أخت الشهيد عبد المنعم حسن على كرار :

عقيد أ.ح. عبدالمنعم حسن علي كرار

• ولد الشهيد بمدينة الابيض في 11/6/1951 بمحافظ كردفان.

• متزوج وله اربعة اطفال .·

• تلقى تعليمه بالخرطوم وتخرج في مدرسة الخرطوم الثانوية في عام 1972 ، التحق بالكلية الحربية في العام 1973 وتخرج في العام 1976 برتبة ملازم .

• انضم لسلاح المظلات بعد التخرج وتدرج في الرتب المختلفة وتلقى تدريبا في القفز في جمهورية مصر العربية وحضر دورتين في الولايات المتحدة الامريكية .

• نال شهادة الاركان حرب من كلية القادة والاركان السودانية في مارس 1989 .

• تم انتدابه للعمل في الامارات العربية المتحدة في العام 1987.

• عرف عن الشهيد حبه وولاه لتراب الوطن وكان عضوا فعالا في تنظيم الضباط الاحرار وكان آخر المتحدثين في اجتماع المظلات الشهير نهار 5 أبريل 1985 مع الفريق تاج الدين مطالبا بانحياز القيادة لجانب الانتفاضة الشعبية .

•كان له موقف واضح ومعارض لانقلاب الجبهة وحاول القيام بعمل مضاد مع الشهيد العقيد محمد أحمد قاسم والشهيد المقدم بشير الطيب وتمت احالتهم للتقاعد صباح اول يوليو 1989.

يوم الإعدامات نحن سمعنا الخبر مثلنا مثل أى شخص فى الإذاعة .. ولقد كان هؤلاء الشهداء من خيرة القوات المسلحة وكانوا وطنيين بحق ولقد كان هدف حركتهم إستعادة الديمقراطية ولم تحركهم مطامع السلطة بل حبهم للوطن اذ نص برنامجهم على قيام فترة إنتقالية لمدة خمس سنوات وبعدها تقام إنتخابات ديمقراطية حرة. وقع الإعدامات كان كالصاعقة على رؤوسنا ..فأخى الشهيد كان له وضع خاص بالأسرة اذ كان الأبن الوحيد بعد عشرة بنات لذا فلقد إكتسب محبة وإهتمام الجميع ولكنه لم ينشأ كطفل مدلل بل على العكس لقد استطاع ان يبادل من حوله المحبة والإهتمام وعندما كبر كانت أخواته العشرة يعتمدن عليه ويشاورنه رغم انه أصغر منهن.. ورغم ان من بعده أتى ولدان الا إن تميز شخصيته كان كبيراً .. لذا كان الحزن عليه من قبل كل الأسرة عالياً وتوفيت والدتى وهى بحسرتها عليه اذ كانت تتمنى أن ترى قبره فقط… فى يوم استشهاده وضعت زوجته طفلة ولقد حاول ان يرسل من معتقله من يطمئنه عليها وقال له أن يقول لها إن هذا طريق هو مؤمن به وسيمشى به حتى نهايته… وكان إعدامه بداية حزن كبير لكل الأسرة فرغم ان السنوات قد طالت الا ان فقده ظل حاراً ولاتمر مناسبة الا ونكون متألمين لفقده..لقد سكن منزلنا حزن يدفنه بعضنا داخله ولكنه يتفجر فى لحظات مختلفة….بكاء حار….لم نستطيع ان نتجاوز حزننا أبداً.. ولا أظننا سنستطيع طالما هذا النظام موجود فنحن نشاهدهم فى التلفزيون كل صباح يذكروننا بجريمتهم وغدرهم بأخواننا وابناءنا..

لم نسكت كأسر شهداء ولم نتخاذل وبعد ثلاثة أيام خرجنا فى مسيرة ضخمة أرعبتهم وإعتقلوا المشاركات والمشاركين فيها ومن يومها وهم يخافون منا لأنهم يعلمون جيداً اننا لسنا وحدنا بل خلفنا كل الأحرار السودانيين الذين يرفضون الظلم ولا يقبلون بأن لاتعرف أم أو زوجة أو أخت قبر فقيدها.

حاولوا تشتيتنا وكسر إرادتنا بصور مختلفة فإستخدموا الترهيب ولم يجدى واستخدموا الترغيب فلم يجدى أيضا اذ أذكر إن عمر البشير أرسل لوالدتى يستأذن فى القدوم إلينا ليتقدم بالعزاء فى الشهيد فإكتفت والدتى “نفيسة كامل” بقول: قل له لن أضمن سلامتك ان حضرت” .. أفقروا أسر الشهداء كما أفقروا كل الشعب السودانى وحاول إغراءهم بالمال فمثلا كانوا يقدمون لهم عروض مالية بحجة انها حقوق أو انها مساعدات لأسر الشهداء الا ان حزن هذه الأسر وغبنها كان أكبر درع تجاه محاولاتهم..

أذكر ان فى وفاة إبن أخت لنا حضر عمر البشير وكان معه عبد الرحيم محمد حسين للعزاء فوقفنا فى وجهه وهتفنا ضده أمام حرسه وطرناه من منزلنا هو ومن معه…

مايؤلمنا كأسر هو ظلمنا بعدم معرفة مدفنهم .وشعورنا بظلمهم فقد سمعنا الكثير من الحديث حول انهم اساءوا معاملتهم لحدود غير إنسانية فقد ذكر لنا شهود عيان ان إبراهيم شمس الدين كان يقف بإنتظار أياً منهم عند نزوله من الحافلة التى أحضروهم بها وهم مكبلين وكان شمس الدين يصفع الواحد منهم ويركله الى ان يسقط بالأرض ليبصق عليه وهو تحت أرجله ..ولقد كان حاضراً لتنفيذ الإعدام بهم أبراهيم شمس الدين والزبير والخنجر وضحوى وكمال على مختار الذى سمعه الشهود يهلل فرحاً ويقول: شوفوا عيونهم جحظت كيف.؟ وسبحان الله لقد إنتقم الله من هؤلاء فى الدنيا قبل الآخرة فحتى من نفذ الإعدام بهم”ودالحاج” حصل له حادث حركة شنيع ورقد فى الفراش طويلا وأصيب بالسرطان وتوفى.

بكل فخر أقول اننا كأسر شهداء ظللنا نقاتل ونناضل وكنا بالشارع عندما لم يكن به غيرنا وكانت الإنقاذ فى أوج عنفوانها وتعرضنا للتعذيب والاعتقال والضرب والإهانات الا اننا لم ولن ننهزم مالم يسقط النظام الذى قتل شهدائنا.

محمد ياسين أخ الشهيد الرائد معاوية ياسين:
الرائد معاوية يسن علي بدر

• مواليد قرية صواردة – منطقة السكوت/النوبة 1960م

• درس الابتدائية بالحفير – والمتوسطة بمشو – والثانوية بمدرسة كورتي.

• التحق الشهيد بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة (32). ضابط مدرعات.

• عمل بمنطقة خشم القربةالعسكرية.

• عمل بمنطقة الشجرة العسكرية كقائد لسرية دبابات.

• حضر العديد من الدورات بمدرسة المدرعات فى كررى.

• التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم

لقد كانت حركة رمضان حركة قومية قام بها شباب منورين يؤمنون بالديمقراطية ورغبوا فى استعادتها . لاأذكر لأخى الشهيد أحاديث كثيرة فى السياسة الا اننى أذكر تعليقه على تجربة الدفاع الشعبى بأنه قال:”ديل دايرين يضيعوا الجيش” ولقد كان وطنى غيور ومؤمن بالعدالة هو وكل من معه كانوا مؤمنين بالديمقراطية والعدالة، لقد تأذينا كثيراً كأسر وظلمنا ونحن نطالب بحق إنسانى ان نعرف أين دفن أخواننا وأولادنا بماذا أوصوا كيف تمت محاكمتهم! ..ورغم كل هذه المضايقات الا اننا لن نستسلم ولن يكون شعار عفا الله عما سلف أحد شعاراتنا فى وقت من الأوقات..

لن نوقف نضالنا لقد وصلنا حتى المحكمة الدستورية وظلوا يرفضون تسلم مذكراتنا..

ونحن هذا العام ننادى بأسم كل الدماء التى سفكت فى هذا الوطن بأسم الشهداء فى الخرطوم ودارفور وجنوب كردفان الا تدخل الأحزاب فى أى تفاوض مع هذا النظام فطالما النظام يغرق فى دماء الأبرياء لن يكون لأى اتفاق معه أمل ولن ينتج سلام فهذا النظام فصل السودان على مقاسه ولن يشرك معه أحد. ونطالب بإحقاق العدل أولاً .

الرائد عصام أبوالقاسم محمد الحسن



ولد بمدينة الخرطوم وتلقى تعليمه بها.

والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ضمن الدفعة (29) ضابط مدرعات.

تلقى العديد من الدورات فى مدرسة سلاح المدرعات

الرائد صلاح الدين الدرديري




نشأ فى بلدة الكاملين شمالى العاصمة الخرطوم.

التحق بالكلية الحربية السودانية وتخرج فيها العام 1978، ضمن الدفعة (29).

عمل فى سلاح النقل والتموين، وكانت اخر مهامه كقائد لسرية نقل .

عندوقوع حركة ابريل كان يحضر دورة فى اللغة الانجليزية بمعهد اللغات .

عرف بالانضباط والشجاعة الادبية وسط اقرانه

الرائد تاج الدين فتح الرحمن



ولد و نشا في مدينة المهدية في امدرمان.

التحق الشهيد بالكلية الحربية وتخرج فيها العام 1978 ضمن الدفعة (29). ضابط وحدات منقولة جوا.

تلقى دراسات بمدرسة سلاح المظلات و عرف عنة الهدوء و الادب الجم.

حصل علي وسام الشجاعة من الطبقة الاولي في عملية تحرير الرهئن بمنطقة جبل بوما

الرائد الفاتح أحمد الياس



ولد و نشا في مدينة القضارف وتلقى تعليمه بها.

التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ضمن الدفعة 28 ضابط مدفعية.

تلقى العديد من الدورات فى مدرسة سلاح المدفعية في عطبرة و مدرسة الاستخبارات في الخرطوم.

الرائد سيد أحمد صالح النعمان



التحق بالكلية الحربية السودانية وتخرج فيها ضمن الدفعة (30).
عمل فى وحدات مختلفة و تخصص كضابط اسلحة و

مفرقعات في سلاح الاسلحة و الذخيرة في الخرطوم.


الرائد أسامة الزين عبدالله



ولد و نشأ في امدرمان وتلقى تعليمه بمدارسها.

التحق الشهيد بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة (29).

ضابط وحدات مظلات عمل في قيادة المظلات و اللواء الاول مظلات

الرائد نهاد إسماعيل حميدة



ولد بحلة حمد بمدينة الخرطوم بحري و درس في مدارس الخرطوم بحري.

التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ضمن الدفعة (32) ضابط وحدات دبابات في قيادة المدرعات .

كان اخر موقع لة كضابط ركن للادارة في قيادة السلاح.

النقيب عبدالمنعم خضر كمير


من مواليد مدينة كسلا فى العام 1962.

تلقى تعليمه بمدارسها المختلفة،التحق بالكلية الحربية السودانية ضمن الدفعة (34) التي كانت الدفعة الاكاديمية الاولى و تخرج فيها العام 1986 برتبة الملازم.

التحق بسلاح المهندسين با مدرمان.

تلقى دورة قادة فصائل مهندسين بمنطقة العيلفون با مدرمان.

بعثة سلاح المهندسين لدراسة الهندسة المدنية بجامعة السودان.

اتخذ موقفا معارضا لانقلاب الجبهة الاسلامية وتمت احالته للتقاعد فى 1990.

كان شديد الانضباط واسع الاطلاع و مبرزا فى دراسته .

كان الشهيد بارا بوالديية واسرتة

النقيب مدثر محمد محجوب



من ابناء منطقة الشايقية في شمال السودان و تقيم اسرتة في الخرطوم.

التحق بالكلية الحربية السودانية ضمن الدفعة (34) التي كانت الدفعة الاكاديمية الاولى و تخرج فيها العام 1986 برتبة ملازم.

التحق بسلاح المظلات فور تخرجه.

تلقى العديد من الدورات في مدرسة المظلات .

تلقي دورة صاعقة في الاردن.

عمل في قيادة سلاح المظلات و اللواء المظلي الاول

محمد ياسين أخ الشهيد الرائد معاوية ياسين

محمد ياسين أخ الشهيد الرائد معاوية ياسين


لقد كانت حركة رمضان حركة قومية قام بها شباب منورين يؤمنون بالديمقراطية ورغبوا فى استعادتها . لاأذكر لأخى الشهيد أحاديث كثيرة فى السياسة الا اننى أذكر تعليقه على تجربة الدفاع الشعبى بأنه قال:”ديل دايرين يضيعوا الجيش” ولقد كان وطنى غيور ومؤمن بالعدالة هو وكل من معه كانوا مؤمنين بالديمقراطية والعدالة، لقد تأذينا كثيراً كأسر وظلمنا ونحن نطالب بحق إنسانى ان نعرف أين دفن أخواننا وأولادنا بماذا أوصوا كيف تمت محاكمتهم! ..ورغم كل هذه المضايقات الا اننا لن نستسلم ولن يكون شعار عفا الله عما سلف أحد شعاراتنا فى وقت من الأوقات..


لن نوقف نضالنا لقد وصلنا حتى المحكمة الدستورية وظلوا يرفضون تسلم مذكراتنا..



ونحن هذا العام ننادى بأسم كل الدماء التى سفكت فى هذا الوطن بأسم الشهداء فى الخرطوم ودارفور وجنوب كردفان الا تدخل الأحزاب فى أى تفاوض مع هذا النظام فطالما النظام يغرق فى دماء الأبرياء لن يكون لأى اتفاق معه أمل ولن ينتج سلام فهذا النظام فصل السودان على مقاسه ولن يشرك معه أحد. ونطالب بإحقاق العدل أولاً

عالية حسن كرار أخت الشهيد عبد المنعم حسن على كرار

عالية حسن كرار أخت الشهيد عبد المنعم حسن على كرار


يوم الإعدامات نحن سمعنا الخبر مثلنا مثل أى شخص فى الإذاعة .. ولقد كان هؤلاء الشهداء من خيرة القوات المسلحة وكانوا وطنيين بحق ولقد كان هدف حركتهم إستعادة الديمقراطية ولم تحركهم مطامع السلطة بل حبهم للوطن اذ نص برنامجهم على قيام فترة إنتقالية لمدة خمس سنوات وبعدها تقام إنتخابات ديمقراطية حرة. وقع الإعدامات كان كالصاعقة على رؤوسنا ..فأخى الشهيد كان له وضع خاص بالأسرة اذ كان الأبن الوحيد بعد عشرة بنات لذا فلقد إكتسب محبة وإهتمام الجميع ولكنه لم ينشأ كطفل مدلل بل على العكس لقد استطاع ان يبادل من حوله المحبة والإهتمام وعندما كبر كانت أخواته العشرة يعتمدن عليه ويشاورنه رغم انه أصغر منهن.. ورغم ان من بعده أتى ولدان الا إن تميز شخصيته كان كبيراً .. لذا كان الحزن عليه من قبل كل الأسرة عالياً وتوفيت والدتى وهى بحسرتها عليه اذ كانت تتمنى أن ترى قبره فقط… فى يوم استشهاده وضعت زوجته طفلة ولقد حاول ان يرسل من معتقله من يطمئنه عليها وقال له أن يقول لها إن هذا طريق هو مؤمن به وسيمشى به حتى نهايته… وكان إعدامه بداية حزن كبير لكل الأسرة فرغم ان السنوات قد طالت الا ان فقده ظل حاراً ولاتمر مناسبة الا ونكون متألمين لفقده..لقد سكن منزلنا حزن يدفنه بعضنا داخله ولكنه يتفجر فى لحظات مختلفة….بكاء حار….لم نستطيع ان نتجاوز حزننا أبداً.. ولا أظننا سنستطيع طالما هذا النظام موجود فنحن نشاهدهم فى التلفزيون كل صباح يذكروننا بجريمتهم وغدرهم بأخواننا وابناءنا..


لم نسكت كأسر شهداء ولم نتخاذل وبعد ثلاثة أيام خرجنا فى مسيرة ضخمة أرعبتهم وإعتقلوا المشاركات والمشاركين فيها ومن يومها وهم يخافون منا لأنهم يعلمون جيداً اننا لسنا وحدنا بل خلفنا كل الأحرار السودانيين الذين يرفضون الظلم ولا يقبلون بأن لاتعرف أم أو زوجة أو أخت قبر فقيدها.


حاولوا تشتيتنا وكسر إرادتنا بصور مختلفة فإستخدموا الترهيب ولم يجدى واستخدموا الترغيب فلم يجدى أيضا اذ أذكر إن عمر البشير أرسل لوالدتى يستأذن فى القدوم إلينا ليتقدم بالعزاء فى الشهيد فإكتفت والدتى “نفيسة كامل” بقول: قل له لن أضمن سلامتك ان حضرت” .. أفقروا أسر الشهداء كما أفقروا كل الشعب السودانى وحاول إغراءهم بالمال فمثلا كانوا يقدمون لهم عروض مالية بحجة انها حقوق أو انها مساعدات لأسر الشهداء الا ان حزن هذه الأسر وغبنها كان أكبر درع تجاه محاولاتهم..


أذكر ان فى وفاة إبن أخت لنا حضر عمر البشير وكان معه عبد الرحيم محمد حسين للعزاء فوقفنا فى وجهه وهتفنا ضده أمام حرسه وطردناه من منزلنا هو ومن معه…

مايؤلمنا كأسر هو ظلمنا بعدم معرفة مدفنهم .وشعورنا بظلمهم فقد سمعنا الكثير من الحديث حول انهم اساءوا معاملتهم لحدود غير إنسانية فقد ذكر لنا شهود عيان ان إبراهيم شمس الدين كان يقف بإنتظار أياً منهم عند نزوله من الحافلة التى أحضروهم بها وهم مكبلين وكان شمس الدين يصفع الواحد منهم ويركله الى ان يسقط بالأرض ليبصق عليه وهو تحت أرجله ..ولقد كان حاضراً لتنفيذ الإعدام بهم أبراهيم شمس الدين والزبير والخنجر وضحوى وكمال على مختار الذى سمعه الشهود يهلل فرحاً ويقول: شوفوا عيونهم جحظت كيف.؟ وسبحان الله لقد إنتقم الله من هؤلاء فى الدنيا قبل الآخرة فحتى من نفذ الإعدام بهم”ودالحاج” حصل له حادث حركة شنيع ورقد فى الفراش طويلا وأصيب بالسرطان وتوفى.


بكل فخر أقول اننا كأسر شهداء ظللنا نقاتل ونناضل وكنا بالشارع عندما لم يكن به غيرنا وكانت الإنقاذ فى أوج عنفوانها وتعرضنا للتعذيب والاعتقال والضرب والإهانات الا اننا لم ولن ننهزم مالم يسقط النظام الذى قتل شهدائنا.

خديجة عثمان زوجة العميد محمد أحمد قاسم

خديجة عثمان زوجة العميد محمد أحمد قاسم:


زوجى تم إعتقاله منذ يوم 21 رمضان أى قبل الحركة مع اللواء عثمان بلول ، هاجمونا الساعة الواحدة صباحاً وفتشوا المنزلوإعتقلوه بجهاز الأمن فى ذلك الوقت ولم نعرف عنه شىء الا الساعة الثالثة ظهرا عندما أذاعوا نبأ اعدامه وكانت لحظات قاسية. فأنا لدى تسعة أطفال صعقوا بأن والدهم إختفى من حياتهم دون مقدمات . فلقد كان أولادى يجلسون أمام الراديو ليسمعوا عمر البشير الذى يعرفونه يعلن إعدام والدهم . وهم يعرفون عمر البشير لانه كان صديق لزوجى منذ الثانوى وكان يزورنا فى المنزل ويبيت معنا ويدخل المطبخ معنا وكانت علاقتنا الأسرية به قوية. لم يسأل عنا البشير الا بعد عام كامل حيث أتانى أحد أصدقاء زوجى وقال لى ان البشير يسأل عنكم فعنفته ” وقلت له نصاً: اذا بتجيب لى كلام زى ده تانى ماتجى فى بيتى عمر البشير مسئول عن قتل زوجى ويسأل مننا؟” وبالفعل لم أسمع عنه شىء مرة أخرى. إلا مرة واحدة جاءنى عسكرى وأخبرنى أيضاً ان البشير يسأل مننا فأرسلت ردى بقصيدة قلت له أذهب وقل له:


قسماً قسماً لن ننهار

وأسر الشهداء تجيب التأر

انشاء الله دماءنا تسيل أنهار

وياسودانى وأسفاً على شبابك الثوار

وفى رمضان مقابل العيد يموتوا أحرار

بيد غدار وأصلوا حمار ؟

متستر بستار الدين وعامل اللحية ليهو شعار


ونحن حننظم الأشعار وجوه قلوبنا مولع نار

وين ياخالد ود الزين؟

وين أيامك الحلوين

ياسيفاً قوى مابلين

وياقاسم ياحازم يامغوار

يوم كتلوك دا يوماً حار

خلفت وراك أطفال صغار

مصيرهم يوم حيبقو كبار

يجيبوا التأر من الغدار

بشير الطيب..يأسماً على مسمى

كتلوك خائنين العهد والذمة

ماراعوا ليك شجاعة ولا بسالة ولا همة

مصيرك كاتل الأبطال مصيرك يوم حتتغم

ويامدثر قوم انزل كلاب الجبهة ماتتراجع


وده الخلف فينا الآلآم وفينا مواجع

أنت تحارب أنت تصارع

فى بلداً بعيداً ناجع


جزاك طلقات خائنة وغادرة فى صدرك اليانع!!!!



وظلوا يلا حقوننا ويعتقلوننا وقبل ثلاثة سنوات إعتقلوا أولادنا لانهم كانوا يرتبون للتأبين السنوى لآبائهم بمنزل اللواء عثمان بلول فداهموا المنزل وكانوا عربتين من المسلحين وكل أولادنا كانوا سبعة فقط..فإنهالوا عليهم ضرباً وأخذوهم لمكاتب الأمن وإعتقلوهم لأيام وظلوا يعتقلونهم وصادروا عرباتهم . وهددونا بأنهم سيصادرون بيوتنا ان قمنا بعمل التأبينات فيها. ورغم ذلك كل عام نطالب بذات مطلبنا أن نسلم جثثهم ونعرف مقابرهم وان نطلع على حيثيات محاكمهم.ولقد كنا نذهب لهم فى منازلهم ليطلعونا على ماجرى فى محاكمتهم فذهبنا لشدو فطردنا من منزله . وذهبنا الى المحكمة الدستورية وديوان النائب العام الذى وجدناه محاطاً بالمسلحين فى إنتظارنا .. ونحن مظلومين فقد قتلوا أزواجنا وابنائنا فى الأهر الحرم ومنذ واحد وعشرين عاماً ونحن فى كل عام نتقدم بمذكرة للنائب العام دون رد. ولكنا مؤمنين ان لكل شىء نهاية .

زكية الحاج عثمان حسين زوجة الشهيد العقيد أركان حرب بشير مصطفى بشير

زكية الحاج عثمان حسين زوجة الشهيد العقيد أركان حرب بشير مصطفى بشير

زوجى كان معروف بشجاعته وتواضعه فكان محبوب وسط عساكره فى سلاح المظلات بشمبات وكان عطوف . ولقد خرج مساء الأحد ولانه قليل الحديث حول عمله لم يخبرنى بتفاصيل فقط ذكر لى انه قديبيت خارحاً فيما بعد ذكر لى الجيران انهم رأوه يودع أطفالنا فى الخارج وهو فى طريقه لسيارته وكان حينها أكبر أولادى فى السنة الثامنة فى الأساس والصغير عمره سنتين فقط.وفى الصباح سمعت ان هناك مجموعة قامت بإنقلاب فتوجست وانتظرت وحوالى الساعة الحادية عشر فى اليوم الثانى أتى أحد أصدقاءه وأخبرنى ان بشير زوجى مشترك فى الإنقلاب ورغم انه قلل لى من أهمية عواقب ذلك وان الأمر على الأرجح لن يتجاوز أيام وسيعود ولكنى شعرت مباشرة بالخطر فلقد كنت واقفة فسقطت مباشرة على الكرسى لأن أقدامى لم تحملنى وقلت له : ناس الإنقاذ ديل أعدموا مجدى فى العملة معقولة يخلوهم.” ورغم انه أكد لى ان الأمر لن يتجاوز تجريدهم من العملة الا اننى لم أطمئن إطلاقاً. حوالى الساعة الثالثة ظهراً كان أطفالى يجلسون أمام التلفزيون فتفاجأنا به يعلن نبأ إعدام والدهم رمياً بالرصاص وعند ذهاب أهل الشهداء لإستلام الجثث تفاجأوا فى القيادة العامة بأنهم تم طردهم وتهديدهم بالسلاح للابتعاد… ومن وقتها ونحن مطاردين يستدعونا ويعتقلونا وأذكر انه فى يوم كنا نقيم الذكرى فى بيت أمنة الكدرو بالحاج يوسف وهى أسرة أحد الشهداء أتى عناصر الأمن بحافلات وإقتادوا كل المدعوين للتأبين الى القيادة العامة وكان التأبين فى الذكرى الثالثة اذ أطفالنا كانوا لازالوا صغار بل كانت بعض زوجات الشهداء يحملون أطفال صغار جدا تمت ولادتهم بعد اغتيال ابائهم فحبسونا داخل هذه الحافلات داخل القيادة العامة وأطفالنا يبكون من الحر وإنعدام الأكسجين فى الحافلات المغلقة لأكثر من ثلاثة ساعات ولم يعطفوا عليهم ولا على أمهات الشهداء المسنات وبعد ساعات طوال طلبوا مننا أن نوقع على إلتزام بعدم تنظيم أى نشاط لنا كأسر شهداء فرفضنتا بقوة وعندما تواجهوا بصلابة موقفنا إضطروا لإطلاق سراحنا بعد ساعات طويلة أيضا.. ذات نهار كنت فى السوق وعندما رجعت وجدتهم قد قلبوا غرفتنا رأساً على عقب لم يتركوا شىء فى مكانه أخذوا أى ورقة وكسروا دواليبنا وكانت لدى شهادات أصلية جامعية تخص أختى أخذوها فضاعت للأبد.. طوال هذه السنوات يراقبونا ويداهمونا ونحن لانطالب بشىء سوى حقنا المشروع فى معرفة مقابر شهدائنا..أننا لم نطالب بأى حقوق مالية أو خلافه فزوجى مثلاً كانت لديه قطعة أرض سحب قرعتها فى اليوم الثامن من رمضان وعندما ذهب زملاؤه للسؤال عنها أخبروهم انه تم شطب أسمه ولقد ذهب زملاؤه هؤلاء من أنفسهم فنحن وكل أسر الشهداء لم نسأل عن حقوق مالية وخلافه قط . والحمد لله رغم معانأتنا استطعنا أن نربى أولادنا..طالبنا بحقيبته التى خرج بها من منزله وحتى عربته التى كان يقودها لم يسلموها لنا الا بعد ستة أشهر… أولادى لازالوا يعانون فطفلى الصغير كان يطلب حتى سن السادسة ان يشتروا له مسدس ليقتل البشير لانه قتل والده.. والكبير حاول الخروج من البلاد وفشل لانه كره السودان ..

الشهيد كان مميزاً فى عمله فقد كان أول دفعته فى كلية القادة والأركان وأذكر انه تلقى منحة للدراسة بالقاهرة وأثناء تواجدنا هناك ألتقينا بكرى حسن صالح وكان يزورنا يومياً تقريباً فقد كان يسكن فى الكلية الحربية مع الشهيد فى ذات الغرفة ، وعندما كنا هناك إستولت مجموعته على النظام . ولقد سمعت شائعات انه طلب من زوجى بعد اعتقاله ان يقدم أى تنازل ليفرج عنه وسمعت ان زوجى قال له : موت بشجاعة ولا حياة بإنهزام” وسمعنا إنهم ظلوا يهتفوا حتى لحظة إستشهادهم.

الرائدة نفيسة المليك والدة الشهيد أكرم الفاتح دفع الله


الرائدة نفيسة المليك والدة الشهيد أكرم الفاتح دفع الله




تمر علينا ذكرى 28 رمضان ونحن ممزقين بالألم وهى ذكرى رغم ألمها الا اننا نحييها بإفتخار وكبرياء لإستبسال ابنائنا الشهداء. ولكن مايؤسف له ان حكومة الإنقاذ لم تراع أى أعراف أو مواثيق فى التحقيق معهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة وكنا نتمنى لو وجدوا الفرصة لكى يقولوا هدف ماكانوا يخططون له وحتى ان اعدموهم بعد ذلك. ولكنهم إغتالوهم غدراً فى ظرف ثلاثة أو أربعة ساعات فقط. ولم نعرف حتى الآن مقابرهم ونحن مطلبنا الآن أن نعرف مقابر أولادنا .. الشهيد كان شاب متفرد وذكى وطموح وكنا نتفاءل به وهو فى نظرنا من الصالحين اذ تمت ولادته فى يوم 28 رمضات ذات يوم وفاته . وسبب تفاؤلنا به ان تاريخ ميلاده دائما ماتحدث به أحداث مفرحة لمن هم حوله فمثلا: فى28 فبراير تمت ترقية والده كأصغر وكيل وزارة للتعاون وهو من المؤسسين لللعمل التعاونى فى السودان . كما أنها ليست صدفة ان يكونوا 28 شهيد فى يوم 28 رمضان.. وكان “صباح خير” ومقدام ومحب للخير ومنذ ان كان فى المدرسة الابتدائية وهو صاحب مبادرات وإهتمام بالآخرين للحد الذى يجعل اساتذته يذكرونه الى الآن ويتواصلون مع أسرتنا. ولقد كان مميزاً أكاديمياً فرغم انه إلتحق بالمدرسة باكراً بالنسبة لأقرانه فى ذلك الوقت اذ دخل وعمره خمس سنوات إلا انه ظل متفوقاً.. ومن صغره وهو مولع بالطائرات وعشقه كان أن يصبح طياراً. وبالفعل عندما رغب فى دخول الجيش كنت غير متحمسة لذلك ولكن شجاعته وحبه للبلد دفعانى للرضوخ لرغبته خصوصاً وانه حاول اقناعى انه يرغب فى ان يصير رائد فضاء..وكان يحب الفيزياء لحد النبوغ اذ كانت هناك مسألة فيزياء معقدة فى العام الذى إمتحن فيه الشهادة وكان هو الطالب الوحيد فى السودان الذى تمكن من حلها فتمت الإشادة به. كانت به بوادر نبوغ.. وبرأيى انهم جميعا كان بهم صلاح بدرجة ما اذ استقراءوا الأحداث وعرفوا ماستؤدى به الطغمة الحاكمة السودان وحاولوا ان يمنعوا ذلك . وأذكر انه كان شجاع بصورة مميزة وهو طفل صغير فى عمر ثمانية سنوات كان منضوياً للكشافة البحرية وذات مرة كان يقود قارب فى احتفال ومعه آخرون أكبر منه عمراً فاستصغره أحدهم بأن سأله: ياولد انت كان المركب دى انقلبت بتعرف تعوم” فماكان منه الا وأن قفز بوسط النيل الأزرق وأكمل المشوار سباحة رغم نداءات وتوسلات أصدقاءه. لذا فهو كان صميم جداً… كما كان متدين وعندما تم إغتياله كان قبلها قد صلى الصبح بالناس فقد كان مناوباً تلك الليلة بقاعدته … المحزن ان هؤلاء الطغمة بعد ان إغتالوهم حاولوا تشويه سمعتهم فالمدعو محمد الأمين خليفة ذكر كذباً ان كل الشهداء كانوا سكارى!!! ولم يراعوا حتى انه من الإسلام ان نذكر محاسن موتانا دعك عن انه كذب وإفتراء وهذا الإسلوب ان دل يدل على خوفهم من الشهداء أحياء وأموات . وانا أؤكد ان كل الموجودين بالسلطة سيلاقواالإبعاد من السلطة و مصير محمد الأمين خليفة وبصورة أقسى لأن دماء الأبرياء لن تروح هدراً.

والدة الشهيد عصام أبو القاسم

والدة الشهيد عصام أبو القاسم




منذ إغتيال ابناءنا الشهداء ونحن نطالب بتسليمنا جثثهم أو مكان مقابرهم. ولم ولن نسكت مطلقاً عن حقنا فى ذلك. رغم الاعتقالات والتعذيب.. تعرضت لإهانات كثيرة أذكر منها انه فى احدى المرات التى خرجنا فيها نطالب بحقنا المشروع فى معرفة أين يدفن أبنائنا . وقف ضابط أمن يستفزنا فقال لنا :يانسوان ده يوم تمرقوا فيهو؟ أنتو ماعندكم وليان ولا شنو” فرددت عليه اننى تحديداً ليس لدى رجال لأن نظامه قتلهم اذ إغتال إبنى ومات والده حسرة عليه وهاجر أخوانه من فرط التعذيب الواقع عليهم. وتفاجأت به يصفعنى”كف” حتى إرتميت أرضاً ومن شدة شعورى بالقهر ارتفع ضغطى ودخلت فى غيبوبة فلقد أغضبنى اننى امرأة سبعينية وهو ششاب صغير ولكنه لم يتردد فى ضربى …. كما لن أنسى انه بمجرد وفاة زوجى وبعد مرور شهر فقط طالبونى بالرحيل عن سكن “الاشلاق” الذى كنت أسكن به دون مراعاة لأننى أرملة ومفطورة القلب على فقدان ولدى.. عندما لم أنفذ الإخلاء تفاجأت ذات صباح بقوة من الشرطة والأمن شاهرة لسلاحها تطوق منزلى لتجبرنى على الإخلاء الفورى.. ولكنى لم انصاع أيضاً بل خرجت عليهم غاضبة وبذات درجة حزنى على ولدى إمتلأت هياجاً وصرخت بهم ان يشهروا سلاحهم كما يشاؤون فأنا لن أخاف وطلبت منهم أن يطلقوا الرصاص بصدرى وهتفت بملء الفم: يسقط يسقط عمر البشير… فروحى ليست أعز من روح ولدى الذى كان يستعد للزواج وكان يفترض أن يتم زفافه ثالث أيام العيد الذى إغتالوه فيه..ورفضت أن تطأ قدم أى عسكرى لمنزلى فنحن لدينا كرامة وسنخرج من منزلنا معززين ولن أسمح لنظام البشير برمينا خارج منزلنا وإذلا لنا بإخلاء أثاثنا فى الطريق العالم.. قلت لهم قتلتم أبنى وزوجى وتريدون رمى أثاثى بالطريق لم ؟ هل أنا لست مواطنة بهذا البلد ، لن تفعلوا فأنا سودانية وتخرجوا أنتم ونبقى نحن عندما رأوا مقدار غضبى نظر بعضهم لبعض واخفضوا سلاحهم وإنسحبوا خجلين… منذ استشهاد ابنائنا ونحن نواصل عملنا ولن نتوقف صحيح عانينا جداً.. لكن ..”ان الله مع الصابرين اذا صبروا.”

إبتهاج أبو القاسم محمد الحسن شقيقة الشهيد عصام الدين أبو القاسم محمد الحسن

إبتهاج أبو القاسم محمد الحسن شقيقة الشهيد عصام الدين أبو القاسم محمد الحسن :




بصوت راجف سردت أخت الشهيد عصام مسيرة الآلآم لواحد وعشرين عاماً فقالت: بعد إغتيال أخى الشهيد مرضت والدتى من شدة حزنها وشعورها بالظلم والقهر لأنها لم ترجثمانه ولم ترى حتى قبره. مرضت بمرض ضيق الشرايين. وتوفى والدى بذبحة صدرية بعد شهور قلائل من فقدان وإغتيال أخى. أما أخى الأكبر فكان يتم اعتقاله بشكل متواصل ويأتى أفراد الأمن دائماً لتفتيش منزلنا لأننا كغيرنا من أسر الشهداء طالبنا بمعرفة مكان دفنهم وتسلم جثثهم وكنا بنتعرض دائما وأبداً للمداهمات الليلية . أذكر اننا كنا لانزال أطفال ونحتاج بعض الأوقات فى الليل لماء أو خلافه وكنا عندما نلمس أمى تنتفض من الخوف واقفة….”بكاء”… كنا نظل لدقائق طويلة نبسلم لها “بسم الله ياأمى” حتى تهدأ ولاتخاف … وننتظرها لتأمن ومن ثم نطالبها بماء أو خلافه…”بكاء طويل” أسفة.. لقد عانينا طويلا..فى كل ذكرى لإستشهاد ابنائنا وأخواننا كنا نخرج مطالبين بحقنا الإنسانى فى معرفة مقابرهم . والسلطة تستقبل تحركنا هذا بالعنف والضرب والإعتقالات والإهانات … فى كل عيد كنا نفتقد أبى وأخى وأخوانى المتبقيين لأنهم كانوا يعتقونهم طوال فترة العيد ..العيد صار بالنسبة لنا مناسبة لألم غير إعتيادى … هذا النظام عذبنا وجعلنا ننتظر العيد مترقبين ماسيحل علينا من تعذيب.. مع إشتداد الضغط علينا كأسرة أجبر أخوانى على الهجرة ومغادرة البلاد ككثير من أبناء أسر الشهداء، ونتيجة كل هذه الضغوط أصابت أمى بمرض ضغط الدم ولازلنا نعانى كأسرة كثيراً…

المقدم سيد حسن عبد الرحيم


التحق الشهيد بالكلية الحربية في عام 1973 الدفعة (25) وتخرج في العام 1976 .

ضابط دفاع جوي تلقي العديد من الدورات العسكرية في معهد الدفاع الجوي ببورتسودان.

عمل في مختلف وحدات الدفاع الجوي داخل السودان.

قائد وحدة الدفاع الجوي التي قامت بتامين مطار الخرطوم الدولي لصالح حركة ابريل 1990م

نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي


· · ولد في 29/11/1962م

· · التحق بالقوات المسلحة في 10/9/1984م.

· · متزوج وله ابن (أحمد).

· · المؤهلات الثانوية العامة بنجاح ، دبلوم ورخصة طيران تجاري بالولايات المتحدة الامريكية .

· · دورة تحويلية على طائرات Bell ziz Angsta الايطالية .

· · دور تحويلية على طائرات البيوما الفرنسية .


· ·
دورة قيادة طائرات بل 212 اوقستا – دورة قتالية بالمملكة العربية السعودية – قاعدة الملك فهد – الطائف .

· · دورة تأهيلية محلية لقيادة طائرات البيوما الفرنسية .

· · الأنواط نوط الشجاعة 1989 ، نوط الواجب 1989.

· · المناطق التي عمل بها قاعدة الخرطوم الجوية – ولاء الهليوكوبتر ، وكل مناطق العمليات بجنوب السودان بالاضافة إلى الاقليم الشرقي .

الرائد الفاتح خالد خليل



من أبناء مدينة كوستي.

تخرج من الكلية الحربية كضابط ضمن الدفعة 28.

عمل بسلاح المظلات منذ تخرجه.

تميز بالكفاءه العاليه.

كان من ضباط عملية جبل بوما المشهوره في التاريخ العسكري الحديث للقوات المسلحه السودانيه

الرائد معاوية يسن علي بدر



مواليد قرية صواردة - منطقة السكوت/النوبة 1960م

درس الابتدائية بالحفير - والمتوسطة بمشو - والثانوية بمدرسة كورتي.

التحق الشهيد بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة (32). ضابط مدرعات.

عمل بمنطقة خشم القربةالعسكرية.

عمل بمنطقة الشجرة العسكرية كقائد لسرية دبابات.

حضر العديد من الدورات بمدرسة المدرعات فى كررى.

التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم


في لائحة الشرف







***
الكوز غدار حقار
بسم الدين قتل الازهار
نهب المال سام الابرار
حرق الدار سم الافكار
***

لهم التجله والتقدير وكل الدعوات ان يرحمهم ويغفر لهم ويجعل الجنه مثواهم