وهذه هي القصة
اوردها ابو غسان في كتابه
في الثامنة من مساء يوم الأحد 22 أبريل 1990م
وصل رقيب من سلاح المظلات إلي مكتب ضابط الاستخبارات في قيادة سلاح المظلات
وافاد الرقيب بأن لديه معلومات خطيرة عن إنقلاب سيتم في تلك الليلة. ورفض الإدلاء بأي معلومات إضافية إلا بحضور العميد كمال علي مختار نائب مدير الإستخبارات العسكرية حيث تم اللقاء معه بعد الساعة الثامنة والنصف بإدارة الإستخبارات العسكرية بالقيادة العامة وأستمر التحقيق مع الرقيب حتي الساعة الحادية عشر مساء.
وأورد أبو غسان في كتابه أن التحقيق مع الرقيب المذكور توصل إلي أن هناك إنقلاب عسكري سيتم تنفيذه في ذات الليلة
وأن معظم الوحدات العسكرية العاملة في منطقة الخرطوم ستشارك فيه بالإضافة لمشاركة وحدات من شرطة الإحتياطي المركزي. الاسم الحركي للعملية هو (الخلاص) وكلمة السر هي (هدية رمضان)أما واجب الرقيب فكان مقابلة المقدم (م) عبد المنعم كرار امام بوابة الدخول الرئيسية لمعسكر القوات الخاصة وذلك بعد منتصف الليل وقيادته للقوات الخاصة بعد دخوله للمعسكر.
ويضيف أبوغسان أنه في الثالثة من صباح الأثنين 23 أبريل تم إعتقال المقدم كرار والمقدم محمد عبد العزيز اللذين كانا يتأهبان لدخول المعسكر وهو ما أكد أن المعلومات التي أدلي بها الرقيب باتت صحيحة.
وبعد الساعة الثالثة وبالبوابة الجنوبية الشرقية للقيادة العامة تم إلقاء القبض علي رئيس شعبة عمليات وتدريب سلاح المظلات العقيد ركن عصمت ميرغني طه. وفي حوالي الساعة الرابعة دخلت مدرعة من اتجاه مطار الخرطوم يقودها المقدم بشير الطيب. وعند وصوله للبوابة الرئيسية وجد الرائد –حينها- ابراهيم شمس الدين واشتبكا بالأيدي وأطلق الحرس الشخصي لشمس الدين النار علي بشير الطيب وأصابه في كتفه
وتم اعتقاله والتحفظ عليه داخل القيادة العامة.
أما الموقف في الساعة الرابعة صباحاً في منطقة الخرطوم العسكرية، فكانت القيادة العامة تحت سيطرة قوات الحكومة بعدد أربع دبابات وما لايزيد علي مائتي جندي. وسيطرت المجموعة الداعمة للتحرك العسكري علي مطار الخرطوم منذ الساعة الثالثة صباحاً بواسطة سرية الدفاع الجوي التي يقودها المقدم سيد حسن عبد الرحيم.
وأمر العميد طيار محمد عثمان كرار بإلغاء السفريات الجوية وتفريغ المطار من كل المسافرين والعاملين في وظائف هامشية
كما سيطر اللواء حسن الكدرو علي منطقة الشجرة منذ الثالثة صباحاً وجهز الضباط الداعمين للحركة ما يقارب الثمانية عشر دبابة ومدرعة للتحرك، فيما بقيت القاعدة الجوية بالخرطوم دون سيطرة من قبل الطرفين.
أما وحدات الشرطة والإحتياطي المركزي فقد أجهض تحركهم
بعد إصدار وزير الداخلية العميد فيصل أبو صالح أوامره بعد اكتشاف وجود تحرك عسكري بحظر تحركات الوحدات أو العربات التابعة للشرطة. وصدرت أوامر بعودة جميع سيارات النجدة المجهزة بأجهزة الاتصالات الجيدة إلي وزارة الداخلية
حيث احتجزت حتي صباح اليوم التالي. وطبقاً لافادة أبو غسان
فقد اتضح لاحقاً أن هناك وحدات من الشرطة كانت مشاركة في التحرك. ومنها فصيلة من الاحتياطي المركزي المتمركز في طريق الخرطوم / جبال الأولياء.
أما الجسور الرئيسية التي تربط العاصمة القومية فقد سيطرت عليها القوات الموالية للتحرك حيث قام المقدم بشير أبو ديك بتغيير أطقم الدبابات المرابطة في كوبري النيل الأبيض
بأطقم موالية للحركة، فيما قامت قوة من سلاح النقل ببحري بقيادة الرائد صلاح الدين الدرديري بالسيطرة علي كوبري النيل الأزرق. فيما قامت فصيلة ثانية من سلاح النقل بالسيطرة علي كوبري كوبر.
بأطقم موالية للحركة، فيما قامت قوة من سلاح النقل ببحري بقيادة الرائد صلاح الدين الدرديري بالسيطرة علي كوبري النيل الأزرق. فيما قامت فصيلة ثانية من سلاح النقل بالسيطرة علي كوبري كوبر.
أما كوبري شمبات فتمت السيطرة عليه بواسطة وحدة من المظلات بقيادة النقيب عصام مصطفي حيث تم اعتقال أطقم الدبابتين وتأمينه بقوة إضافية من اللواء المنقول جواً بشمبات
والتي كانت تحت قيادة العقيد ركن صلاح السيد.
والتي كانت تحت قيادة العقيد ركن صلاح السيد.
أما الوضع في منطقة الخرطوم بحري العسكرية
فقد سيطرت القوات الموالية للمحاولة عليها بصورة كاملة
وتمكنت قواتها من إغلاق مداخل المنطقة (الحاج يوسف- الحلفاية والجسور) وسيطرت علي معسكر شمبات (مقر اللواء المنقول جواً) بقيادة العقيد صلاح السيد وبقوة تقدر بأكثر من خمسمائة جندي.
وفي الرابعة صباحاً تحركت فصيلة مشاة لدعم قوات الحركة بالإذاعة، لكن عند وصول تلك القوة إلي منطقة حي الملازمين عند شارع النيل سمعت صوت إطلاق أعيرة نارية آتية من اتجاه الإذاعة. اتضح لاحقاً أن إطلاق النار الذي تم في ذلك الوقت كان في سجن أمدرمان العمومي المجاور للإذاعة عندما حاول أحد السجناء الهروب فأطلق الحرس النار عليه.
القوة توقفت وحاولت الاتصال بقيادة التحرك، ولكن لم تكن هناك أي استجابة حيث كانت الأجهزة معطلة عن العمل
فعادت أدراجها إلي كبري شمبات ولم تنفذ مهمتها.
فعادت أدراجها إلي كبري شمبات ولم تنفذ مهمتها.
أما معسكرا النقل والإشارة فقد سيطرت عليهما قوات الحركة بقيادة الرائد صلاح الدين الدرديري منذ الساعة الثالثة صباحاً والسيطرة علي الجسور بالمنطقة وإيقاف شبكة الإتصالات المؤمنة الخاصة بالقوات المسلحة.
أما في منطقة أمدرمان العسكرية فقد بدأ الرائد بابكر عبد الرحمن نقد الله في لواء المدفعية تجهيز وحدة راجمات صواريخ لدعم التحرك. وعند الرابعة وصل قائد اللواء العميد مأمون عبد العزيز بعد أن صدرت له أوامر من القيادة العامة لتأمين وحدته وتم اعتقال نقد الله، أما في منطقة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون فقد قامت القوة المكلفة بحراسة وتأمين المنطقة بإنقلاب داخلي وتمكن رقيب أول تابع لسلاح المدرعات من إعتقال ضابطين من سلاحي المهندسين والمدرعات
وقام بمعاونة ثلاثة رقباء من المدرعات بتوزيع القوات وتأمين مبني الإذاعة والتلفزيون. وظلت تلك القوة في انتظار التعزيزات المكونة من دبابتبن وفصيلة من مظلات شمبات حيث لم تصل القوات أو من سيقوم بإذاعة البيان. وفي السادسة صباحاً أعادت مجموعات عسكرية تابعة للحكومة سيطرتها علي منطقة الإذاعة
أما في منطقة أمدرمان العسكرية فقد بدأ الرائد بابكر عبد الرحمن نقد الله في لواء المدفعية تجهيز وحدة راجمات صواريخ لدعم التحرك. وعند الرابعة وصل قائد اللواء العميد مأمون عبد العزيز بعد أن صدرت له أوامر من القيادة العامة لتأمين وحدته وتم اعتقال نقد الله، أما في منطقة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون فقد قامت القوة المكلفة بحراسة وتأمين المنطقة بإنقلاب داخلي وتمكن رقيب أول تابع لسلاح المدرعات من إعتقال ضابطين من سلاحي المهندسين والمدرعات
وقام بمعاونة ثلاثة رقباء من المدرعات بتوزيع القوات وتأمين مبني الإذاعة والتلفزيون. وظلت تلك القوة في انتظار التعزيزات المكونة من دبابتبن وفصيلة من مظلات شمبات حيث لم تصل القوات أو من سيقوم بإذاعة البيان. وفي السادسة صباحاً أعادت مجموعات عسكرية تابعة للحكومة سيطرتها علي منطقة الإذاعة
أما منطقتي سلاح المهندسين ومعسكر الدفاع الجوي فلم يكن فيهما أي تحرك من الجانبين.
وحول الوضع في منطقة كرري ووادي سيدنا يقول أبوغسان أن مدرسة المشاة بكرري كانت تقف فيها ثلاثة دبابات من طرز (تي 55) مكتملة التجهيز مشاركة في تحرك الخلاص لكنها لم تتلق أي أوامر بالتحرك عبر جهاز الإتصال ولم يصلها الضابط المعين لقيادة القوات بعد احتجازه أمام البوابة الرئيسية للكلية الحربية بواسطة العناصر التي حركها العقيد –انذاك- عبد الرحيم محمد حسين وأغلقت طريق وادي سيدنا.
أما في معهد المدرعات فكان التكليف المسند لضابط الحركة فيهما هو انتظار وصول قائد القوات الذي احتجز أمام بوابة الكلية الحربية والتوجه لمعهد المشاة لإطلاق سراح ضباط حركة مارس 1990م المعتقلين بثكنات المعهد ومن ثم تجميع قوة المشاة والدبابات الموجودة في منطقة كرري ودفعها لترابط في منطقة خور عمر لتكون احتياطي ضارب للحركة ودعم منطقة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون إذا تطلب الموقف.
أما في قيادة اللواء المنقول جواً في كرري فقد تمكن نائب قائد اللواء العقيد الشيخ من ايقاف تحرك الضباط الموالين للحركة.
أما الكلية الحربية فمن الواضح أنها كانت خارج خطة الحركة
ومع نسمات فجر يوم الأثنين 23 أبريل كان واضحاً أن حركة الخلاص تسير في اتجاه الفشل وأن قواتها تعمل في اتجاهات متفرقة دون قيادة أو سيطرة أو اتصالات ولم يتبق لها سوي
الفرقة المدرعة بالشجرة التي كانت لا تزال متمسكة بمواقعها وتهدد بالتحرك في أي لحظة. ولكن في منتصف نهار يوم الأثنين أستسلمت أخر قوات الحركة بالمدرعات بعد أن سيطرت قيادة المدرعات منذ منتصف ليلة الأحد. وكان علي رأس تلك القوة قائدها اللواء حسين الكدرو بعد حصوله علي ضمانات من المشير عبد الرحمن سوار الذهب بتحقيق عادل وإزالة المسببات التي قادت (للتمرد) وشدد سوار الذهب علي حصوله علي تعهد من القيادة العامة بإجراء تحقيق عادل ومحاكمة عادلة.
ومع نسمات فجر يوم الأثنين 23 أبريل كان واضحاً أن حركة الخلاص تسير في اتجاه الفشل وأن قواتها تعمل في اتجاهات متفرقة دون قيادة أو سيطرة أو اتصالات ولم يتبق لها سوي
الفرقة المدرعة بالشجرة التي كانت لا تزال متمسكة بمواقعها وتهدد بالتحرك في أي لحظة. ولكن في منتصف نهار يوم الأثنين أستسلمت أخر قوات الحركة بالمدرعات بعد أن سيطرت قيادة المدرعات منذ منتصف ليلة الأحد. وكان علي رأس تلك القوة قائدها اللواء حسين الكدرو بعد حصوله علي ضمانات من المشير عبد الرحمن سوار الذهب بتحقيق عادل وإزالة المسببات التي قادت (للتمرد) وشدد سوار الذهب علي حصوله علي تعهد من القيادة العامة بإجراء تحقيق عادل ومحاكمة عادلة.
وعند الساعة الثانية عشر من ظهيرة يوم الأثنين 23 أبريل
كانت حركة الخلاص الوطني قد بلغت منتهاها وأسدل الستار علي محاولتها تغيير النظام الذي لم تمض سوي عشرة أشهر منذ أن سيطر علي مقاليد الحكم ...
كانت حركة الخلاص الوطني قد بلغت منتهاها وأسدل الستار علي محاولتها تغيير النظام الذي لم تمض سوي عشرة أشهر منذ أن سيطر علي مقاليد الحكم ...
أما فجر الثلاثاء 24 أبريل 1990م فقد شهد اسدال الستار علي حركة الخلاص الوطني التي عرفت (بإنقلاب رمضان) حينما أعدم قادة الحركة رمياً بالرصاص ودفنوا جميعاً في حفرة واحدة ....!!!؟؟