منى خوجلي شقيقة نقيب طيار مصطفي عوض خوجلي
Title: رسالة الي عمر البشير..
Author: Muna Khugali
Date: 11-10-2012, 03:54 PM
مرت السنوات الطويلة وانت ترأس سلطة الدم, سلطة ليس لها من هم الا قتل وتشريد وتجويع ابناء الوطن الواحد حتي وصل الوطن الي ماهو عليه الآن من إنشقاقات وعداوات وحروب.
إستوليتم علي الحكم في يونيو 1989 بعد إنقلاب علي حكومة شرعية منتخبة وحكمتم الوطن بقسوة لم يعرف لها مثيل من قبل.
في أبريل 1990 أعدمت ونظامك دون محاكمات ثمانية وعشرون ضابطا من القوات المسلحة بتهمة محاولة إنقلابية علي نظامك الذي لم يصل في الاساس للسلطةإلا بعد إنقلاب علي الشرعية وعلي الحكومة التي إنتخبها الشعب السوداني بإرادنه الحرة.
أعدمتهم بعد محاكمة غير عادلة أستمرت دقائق قليلة,أطلقت علي أجسادهم الرصاص بعد أن ربطتهم مجموعات , وتركتهم يسقطون في حفرة كنت قد أعددتها سريعا لهم,أهلت عليهم التراب وبعضهم مازال حيا ولم يكفيك ونظامك التفشي في إعدامهم فرفضت في قسوة شنيعة حتي أن تسلم اسرهم وصاياهم.
لم ينته أمر الإنتقام عندك ونظامك ذلك الحد, فأعلنت بإعدامهم في المذياع دون رحمة بأهلهم ورفضت في قسوة شديدة أن تكشف محل قبرهم الجماعي لأسرهم!
منذ ذلك الحين, تغير معني الحياة عندنا نحن أسرهم, تيتم أبنائنا وبعضهم كان قد وصل للدنيا ساعات فقط بعد إعدام آبائهم, أبنائنا لم يعرفوا ملامح آبائهم, لم يحظوا بلحظة سعيدة واحدة في أحضانهم ولم يبلغونهم بحبهم, كبروا وكل مايعرفونه أنك أعدمتهم دون خوف من الخالق وأنك مضيت أكثر في ظلمك وحرمتهم من معرفة مكان قبر آبائهم.
قضينا السنوات الطوال نبحث سلميا عن قبور ابنائنا ونطالبكم بتسليمنا وصاياهم, تظاهرنا في الشوارع, عقدنا المؤتمرات , كتبنا مذكرات لوزراء عدل في نظامك لم يعرف العدل من قبل طريقا لقلوبهم, قابلت أنت ونظامك الدكتاتوري الحاكم كل مطالبناالمشروعة بالقسوة والتعذيب في بيوت اشباحكم وأمنكم وفي سجننا نحن أيضا بدون محاكمة توضح ماهي تهمتنا!
طوال سنوات حكمك , ومنذ إعدامات ابريل رمضان 1990 رقضت والرحمة منزوعة من قلبك علي الأمهات والآباء والابناء والزوجات والأخوات معرفة مكان قبر أبنائهم وآبائهم وأزواجهم وأخوانهم حتي يتمكنوا من زيارته فترتاح قليلا قلوبهم!
وبمرور الأعوام, قتلت الحسرة كبارنا بعد حزن طال أمده وهم يسعون في كل لحظة لمعرفة مكان قبور أبنائهم, قتلهم الهم وغادروا الدنيا وقلوبهم منكسرة , إرتاحت أكفهم المرفوعة بعد كل صلاة ومع كل نفس خارج منهم بالدعاء عليك وعلي من معك , كل ذلك وأنت مشغول مع من معك في ظلم آخر.
تبعثرنا نحن في أنحاء العالم وفي قلب كل منا جرح لا يلتئم, بينما انت تستمتع بالحياة التي سلبتها من أبناءنا ناسيا أن دولة الظلم لا تستمر الي الأبد وأن عذاب الله لابد من أن ينالك.
الآن تتحدث الانباء عن مرضك وأنت أيضا لا تنفيه, اليوم سمعنا في لقاء لك إعترافك بأن المظلومين قد لاحقوك بالدعاء عليك حتي اصابك ما أصابك, ولك حق في ذلك فدعوة المظلوم لا حاجب بينها وبين الله, فإن إستيقظ ضميرك قليل كما تتدعي, فإنني أطالبك وقبل أن تبلغ روحك الحلقوم بان تريح قلوب ما تبقي من الاسر وتعلمهم بمكان مقبرة أبنائهم ضباط أبريل- رمضان 1990!
خفف من ألم ضميرك قليلا وأعلن لنا أين دفنت ابنائنا !!
........
........
مني عوض خوجلي