اليوم : 16 إكتوبر 1991
المكان : الحاج يوسف – شارع 1 منزل ألأستاذة آمنة بت وهب
المناسبة / حفل تأبين لشهداء حركة 28 رمضان المجيدة
الزمان : الساعة التاسعة مساء
الحدث :
- أكثر من ثلاثون عربة من جهاز ألأمن تطوق كل المربعات المحيطة بمنزل ألأستاذة الصحفية / آمنة بت وهب
- إغلاق لكافة الطرق المحيطة بالمنزل
- أصوات إطلاق رصاص في الهواء
- مداهمة المنزل ..... و إعتقال كافة من فيه من أسر شهداء حركة 28 رمضان .... الجمع يتمثل في أبناء و بنات و أمهات و زوجات الشهداء و أشقاءهم ... و شقياقاتهم .... و عدد غير قليل ... من أصدقاء الشهداء
- التحرك بجميع المعتقلين من أسر الشهداء لمباني جهاز أمن الدولة
- بدأت البطولات .... الثبات .... الشجاعة اللا متناهية .... تظهرها المجموعة المعتقلة
- تم وضع النساء في مكان منفصل .
- وهم جلوس في ساحة مبني جهاز ألأمن .... بدأن المناضلات يصدحن بأناشيد تجمع ألأسر
_ نحنا أقوى من السجون .... من البنادق ... و المشانق ... و الخنادق .... و الحصون ....
و الجبهجي الكضاب ... اللي العهود نصاب .... و بالدم حرم بالدم .... حيكون التار بالدم
- تعالت زغارديهن ... لتعانق السماء .... أصوات قوية .... مليئه ... بالعزيمة ... بألإصرار
بالثورية و الحماس .
- حينها كان هنالك مجموعة من ضباط حركة مجموعة أنا السودان معتقلون بالجهاز
صرحوا بعدها بأنهم حينما سمعوا ... ألأناشيد ... الزغاريد ... الهتافات .... داخل مباني الجهاز إرتفعت معنوياتهم التي كانت محبطة
دخلتهم الطمأنينة .... بأن حاجز ... الخوف .... حاجز الرعب ... و ألإرهاب قد إنهار .... و أن الشعب السوداني ... ما زال بخير
_ وفي أثناء هذه ألإحتفالية ... الثورية داخل مباني الجهاز ... تقدم أحد أفراد أمن النظام ... و هو يحمل مدفعا رشاشا للمجموعة ... و قال لهم .... اليوم .... سنجعلكم تلحقون بأزواجكم .
إنتفضت زوجة الشهيد مقدم / بشير الطيب .... خلعت ثوبها .... و رمته على ألأرض .... و توجهت له بالحديث .... نحنا رجالنا .... واجهوا الموت بكل شجاعة .... بكل بسالة ..... و توجد بهم كل صفات الرجولة و الشهامة .... أما أنت يا ( ......... ) فلا تشبه المدفع الذي تحمله ..... و إن كنت تريد أن تهدد مجموعة من النساء بهذا المدفغ ..... فإنك سترى اليوم نوعية هذه النساء .... التي تهددها ...... سترى ( رجالة ) هؤلاء النساء .
هجمت عليه ...... وبدات في محاولة لنزع المدفع من يده ..... لم يتوقع منها هذه الجرأة ..... لم يتوقع أن تكون يديها .... بهذه القوة ..... لم يتوقع بأن تكون الهجمة عليه .... سريعة و مباغتة ..... و عندما أحس بأنها قد إقتربت من أن تنزع المدفع من يده .... بدأ بالصياح و الصراخ .... بصوت عالي ..... توافدت أعداد كبيرة من أفراد ألأمن ..... لم يستطيعوا أن يتداركو الموقف .... إلا بعد أن قاموا .... بتهدئة ... زوجة الشهيد / بشير الطيب ..... و إرجاعها لمكانها ..... و أمر كافة قوى ألأمن المتولون لحراسة الجمع .... بألإبتعاد بعيدا عن المعتقلات .... و عدم التعرض لهن ..... بعدها تعالت الهتافات ..... تعالت الزغاريد ...... بدأت ألأناشيد الحماسية .... تعلو أكثر .... فأكثر .... نحنا أقوى من السجون .... من البنادق .... و المشانق .... و الخنادق ... تتعالى هذه ألأهازيج .... حتى جاء ألأمر بإطلاق سراح كافة المعتقلات .
التحية للبطله ... زوجة البطل / الشهيد مقدم / بشير الطيب .... التحية لكل المناضلات ... من أمهات ... و زوجات .... و شقيقات .... و بنات .... أبطال حركة الخلاص الوطني ..... شهداء حركة 28 رمضان البواسل .... نسأل الله أن يرحمهم رحمة واسعة ..... و أن يعتق رقابهم من النار .... و أن يدخلهم الفردوس ألأعلى في أعلى عليين مع النبيين .... و المرسلين .... و الصديقين ... و الشهداء ... و الصالحين .... و حسن أؤلئك رفيقا .